فأجابه [أمير المؤمنين] كرم الله وجهه:
أما بعد كلأنا الله وإياك كلاءة من يخشاه بالغيب إنه حميد مجيد قدم علي عبد الرحمان بن عتبة الأزدي بكتابك (1) تذكر [فيه] أنك لقيت ابن أبي سرح مقبلا من قديد / 65 / ب / في نحو أربعين شابا من أولاد الطلقاء متوجهين حيث توجهوا. وإن ابن أبي سرح طال ما كاد الله ورسوله وصد عن سبيله وبغاها عوجا فدع ابن أبي سرح ودع [عنك] قريشا وتركاضهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق فإن قريشا قد أجمعت على حرب أخيك إجماعها على حرب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قبل اليوم فأصبحوا [و] قد جهلوا حقه وجحدوا فضله ونابذوه بالعداوة (2) ونصبوا له الحرب وجهدوا عليه كل الجهد وساقوا إليه أمر المريرين (3).
اللهم فلتجز عني قريشا الجوازي فقد قطعت رحمي وظاهروا علي فالحمد لله على كل حال.
وأما ما ذكرت من غارة الضحاك فهو أقل وأذل من أن يقرب الحيرة ولكنه جاء في خيل جريدة فلزم الظهر ومر على السماوة فمر بواقصة وشراف وما والى ذلك الصقع فسرحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين فلما بلغه ذلك جلز هارا فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق وقد أمعن في السير وقد طفلت الشمس للاياب واقتتلوا شيئا يسيرا كلا ولا (4) فولى ولم يصبر وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلا ونجا جريضا بعد ما أخذ منه بالمخنق (5).
وأما ما سألت أن أكتب إليك برأيي فإن رأيي قتال المحلين حتى ألقى الله لا يزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة، إني والله لمحق والله مع الحق وأهله، وما أكره الموت مع الحق وما الخير كله إلا بعد الموت لمن كان محقا.