إني كنت وجهت مالك بن الحارث إلى مصر ورجوت أن يكون أثقل على دونا منك فأراد الله غير ما أردنا والله غالب على أمره وأنت إن شاء الله ممن يستظهر به على إقامة الدين وقمع العدو وسد الثغر فأقم فيما كنت فيه ودار من قبلك فإني لم أبعث الأشتر إلى عملك استبطاءا مني لك ولكني وجهته لسنه وتجربته وطول مقاساته للحروب ولو قدم عليك وعزلتك لوليتك ما هو أيسر عليك في المؤنة، وأعجب إليك ولاية إن شاء الله.
فاضمم من أطاعك واستعن بالله يكفك ما أهمك وتصبر وكأن مددك قد أتال إن شاء الله فإن أعجلوك فامض على بصيرتك وإن كانت فئتك أقل العئتين ولا يهولنك جمع القاسطين فرب كثير قد فل وقليل قد نصر.
كتب رضي الله عنه إلى معاوية [بعد حرب الجمل]:
أما بعد فإن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام، لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعئا عليه (1) فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإذا اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك [لله] رضى وإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه [الله] تعالى ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مثيرا (2).
وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردتهما فجاهدتهما على ذلك حتى أظهر الله / 66 / ب / أمره وهم كارهون فادخل فيما دخل فيه المسلمون ثم أقبل.
[وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون من بيعتي ثم] حاكمهم إلي أملك وإياهم على الحق وكتاب الله تعالى) 4) فأما تلك التي تريد فإنها خدعة الصبي عن اللبن.