وأما ما عرضت علي من مسيرك ببني أبيك وولدك (1) فلا حاجة في ذلك فأقم راشدا مهديا فوالله ما أحب أن تهلكوا معي وإن هلكت، فلا تسبن ابن أمك ولو أسلمه الناس متخشعا متضرعا ولكني أقول كما قال أخو بني سليم:
[فإن تسألني كيف أنت فإنني * صبور على ريب الزمان صليب] يعز علي أن يرى بي كآبة * فيشمن عاد أو يساء حبيب [قال الباعوني:] قوله [عليه السلام]: " جلز هاربا " أي شمر [وذهب مسرعا]. [و] قوله: " كلا ولا " كما يقال: فعل ولم يفعل (2).
وكتب [أمير المؤمنين] رضي الله عنه إلى أهل مصر حين ولى عليهم الأشتر [رضوان الله عليه]:
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصي الله في الأرض وضرب الجور / 66 / أ / سرادقه على البر والفاجر، فلا معروف يستراح إليه، ولا منكر يتناهى عنه، سلام عليكم:
أما بعد فإني قد بعثت إليكم عبدا من عبيد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعداء حذ [ا] ر الدوائر وإنه سيف من سيوف الله لا نابي الضريبة ولا كليل الحد فساعدوه ووازروه فإن أمركم أن تنفروا فانفروا وإن أمركم أن تقيموا فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا عن أمري وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم وشدة شكيمته على عدوكم (3) عصمكم ربكم بالهدى وثبتكم باليقين والسلام.
وكتب عليه السلام بعد هلاك الأشتر إلى محمد بن أبي بكر [رضوان الله عليهما]: