فكان كذلك ما شاء الله أن يكون (1) ثم أمر رسول الله صلى الله عليه [آله] وسلم بالهجرة إلى المدينة وأذن له [بعد ذلك] في قتال المشركين فكان إذا احمر البأس ودعيت نزال والتقت الابطال (2) قدم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حر الأسنة والسيوف فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر وقتل حمزة يوم أحد / 64 / أ / وقتل جعفر وزيد يوم مؤتة (3) ولقد أراد من لو شئت ذكرت اسمه مثل الذي أرادوا ولكن آجالهم عجلت ومنيته تأخرت (4) والله ولي الاحسان إليهم والمنان عليهم بما أسلفوا من الصالحات فما رأيت ولا سمعت بأحد هو أنصح لله في طاعته ولا أطوع لرسوله ولا أصبر على الأذى في البأساء والضراء ومواطن المكروه من هؤلاء النفر الذين سميت من أهل بيته؟!! وفي المهاجرين خير كثير نعرفه لهم جزاهم [الله ب] أحسن أعمالهم.
وذكرت حسدي الخلفاء [وإبطائي عنهم] وبغيي عليهم فمعاذ الله أن يكون الحسد والبغي من شأني (5).
[وأما الابطاء عنهم والكراهية لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس لان الله جل ذكره لما قبض نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت قريش: منا أمير. وقالت الأنصار:
منا أمير. فقالت قريش: منا محمد رسول الله صلى الله عليه السلم فنحن أحق بذلك الامر. فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم والولاية والسلطان.
فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أحق بها منهم وإلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا أو الأنصار ظلموا؟ بل عرفت أن