الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٧٤
ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلا وله تفضيلها وجملتها، ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها، استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الثوب (1) حفظ الراعي لفصائله (2) فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة ومبارة (3) إلى العفاة واصلة وربوع (4) المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية لا يقاس بها (5) أحد من الأنام ولا يدانيها، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها.
قبض أبو الحسن علي الهادي (عليه السلام) المعروف بالعسكري ابن محمد الجواد بسر من رأى في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين (6)، ودفن في داره بسر من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة [وأشهر]

(١) في (أ): الشرب.
(٢) في (أ): لقلايصه.
(٣) في (أ): وميازه.
(٤) في (أ): وزموع.
(٥) في (أ): لا يقاربها.
(٦) اختلف المؤرخون وأصحاب السير في يوم استشهاده (عليه السلام) والذي دس إليه السم، فقال ابن بابويه:
" وسمه المعتمد " كما جاء في البحار: ٥٠ / ٢٠٦ ح ١٨. وقال الزرندي " وقيل سمه المستعين بالله والله أعلم " جاء ذلك في الدمعة الساكبة: ٨ / ٢٢٦. وأما الفاضل الطبرسي فقال في شرحه على الكافي: قال الصدوق " قتله المتوكل بالسم " انظر الدمعة الساكبة: ٨ / ٢٢٧، وورد في نور الأبصار: ٣٣٧، والأنوار البهية للشيخ عباس القمي: ١٥٠ "... وانما سم في خلافة المعتز العباسي " وانظر إعلام الورى: ٣٥٥، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ٣٦٢.
والتحقيق: أنه (عليه السلام) استشهد في أواخر ملك المعتز كما نص عليه غير واحد من المؤرخين ويمكن أنه - المعتز - استعان بالمعتمد في دس السم إليه.
أما نسبته إلى المستعين فهو غير صحيح لأنه مات في حياة الإمام (عليه السلام) وأما المتوكل فإن له سهما وافرا في استشهاده حيث إنه جلبه إلى سامراء وحاول قتله لكن لم يوفق.
أما يوم شهادته (عليه السلام) فقال ابن طلحة في مطالب السؤول: ٧٨ " إنه مات في جمادي الآخرة لخمس ليال بقين منه ". ووافقه ابن الخشاب في تاريخه: ١٩٧. وانظر الدمعة الساكبة: ٨ / ٢٢٥ - ٢٢٧. وقال الكليني في الكافي: ١ / ٤٩٧ " ومضى لأربع بقين من جمادى الآخرة " ووافقه المسعودي في مروج الذهب: ٤ / ١٩٣.
وأما الشيخ المفيد في الإرشاد: ٢ / ٢٩٧ فقال بأنه قبض في رجب ولم يحدد يومه، ومثله الإربلي في كشف الغمة: ٢ / ٣٧٦، والطبرسي في إعلام الورى: ٣٣٩. وانظر الدمعة الساكبة: ٨ / ٢٢٦ و ٢٢٧.
وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه وابن عياش وصاحب الدروس انه قبض بسر من رأى يوم الاثنين ثالث رجب. انظر الدمعة الساكبة: ٨ / ٢٢٥، والبحار: ٥٠ / ٢٠٦ ح ١٧ و ٢١. ووافقهم الفتال النيسابوري في روضة الواعظين: ١ / ٢٤٦. وللزرندي قول: بأنه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب، كما جاء في الدمعة الساكبة: ٨ / ٢٢٦.
ولكن الكل متفقون على أنه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة. انظر المناقب:
٤
/ ٤٠١، الإرشاد: ٢ / ٢٩٧، تاريخ ابن الخشاب: ١٩٧، تاريخ أهل البيت (عليهم السلام): ٨٦، ينابيع المودة:
٣ / ١٢٩ ط أسوة، الصواعق المحرقة: ٢٠٥، مسار الشيعة للمفيد: ٣٤، مواليد الأئمة للشيخ المفيد:
١١، تاج المواليد: ٥٥، إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي: ٣٥٥، الأنوار البهية للشيخ عباس القمي:
15، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 362، كفاية الطالب للگنجي الشافعي: 458.
(١٠٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1069 1070 1071 1072 1073 1074 1075 1076 1077 1078 1079 ... » »»
الفهرست