ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلا وله تفضيلها وجملتها، ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها، استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الثوب (1) حفظ الراعي لفصائله (2) فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة ومبارة (3) إلى العفاة واصلة وربوع (4) المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية لا يقاس بها (5) أحد من الأنام ولا يدانيها، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها.
قبض أبو الحسن علي الهادي (عليه السلام) المعروف بالعسكري ابن محمد الجواد بسر من رأى في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين (6)، ودفن في داره بسر من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة [وأشهر]