صوف وقلنسوة، ولم يرتاع لشيء مما نحن فيه ولا اكترث.
فأخذت الكيسين البدرة والسيف وسرت إلى المتوكل فدخلت عليه وقلت: هذا الذي وجدنا من المال والسلاح، وأخبرته بما فعلت وبما رأيت من أبي الحسن، فوجد على الكيس الملآن ختم أمه فطلبها وسألها عن البدرة (١) فقالت: كنت نذرت في علتك إن عافاك الله منها لأعطين أبا الحسن عشرة آلاف دينار من مالي، فحملتها إليه في هذا الكيس وهذا ختمي عليها، فأضاف المتوكل خمسمائة دينار أخرى إلى الخمسمائة التي كانت في الكيس الصغير من قبل وقال لسعيد الحاجب:
أردد الكيسين والسيف واعتذر لنا فيه مما كان منا إليه.
قال سعيد: فرددت ذلك إليه وقلت له: أمير المؤمنين يعتذر إليك مما جرى منه وقد زادك خمسمائة دينار على الخمسمائة دينار التي كانت في الكيس من قبل، وأستحي (٢) منك يا سيدي أن تجعلني أنا الآخر في حل فاني عبد مأمور ولا أقدر على مخالفة أمير المؤمنين، فقال لي: يا سعيد ﴿وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون﴾ (3) (4).
قال بعض أهل العلم: فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على المجرة (5) قبابه، ومد على نجوم السماء أطنابه، فما تعد منقبة إلا وإليه نحيلها (6)،