الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٠٦
حكى الشيخ الإمام العلامة المحدث بالحرم الشريف جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي (1) في كتابه المسمى ب " درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والسبطين " (2) أن الإمام العلامة المعظم، والحبر الفهامة المكرم، أحد الأئمة الأعلام المتتبعين، المقتدى بهم في أمور الدين، محمد بن إدريس الشافعي (3)،
(١) هو الإمام شمس الدين محمد بن عز الدين أبي المظفر يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الأنصاري الحنفي الزرندي. وما ورد في نسخة ب الراوندي فهو تصحيف أو خطأ من النساخ.
ولد بالمدينة المنورة سنة (٦٩٣ ه)، ثم انتقل إلى شيراز بدعوة السلطان أبي إسحاق ابن الملك الشهيد شرف الدين محمود شاه الأنصاري، وتصدى لمنصب في شيراز، ومات فيها عام (٧٥٠ ه) ودفن فيها.
(انظر الدرر الكامنة: ٤ / ١٩٥، شذرات الذهب: ٦ / ٢٨١، العبقات: ٨ / ١٦٩، كشف الظنون: ١ / ٤٨٨).
(٢) عنوان كتابه " نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين " كما صرح به المؤلف نفسه: ١١. وقيل: دور السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول (راجع كشف الظنون:
١ / ٤٨٨، منتخب المختار للسلامي: ٢١٠).
(٣) هو إمام المذهب الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، ولد بغزة عام (١٥٠ ه) وتوفي بمصر عام (٢٠٤ ه) وقيل (١٩٨ ه)، تتلمذ على مالك في المدينة وبقي عنده حتى وفاته، ثم خرج إلى اليمن ليتولى فيها بعض المناصب، ثم انتقل إلى بغداد وهناك بدأ ينشر مذهبه ورأيه. هو أحد كبار مفكري العالم وأحد الأئمة الأربعة بين فقهاء المسلمين، نشأ في حجر أمه يتيما وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين، وفيها نشأ وتلقى العلم. وحفظ موطأ مالك، ثم سافر إلى المدينة، ثم رحل إلى العراق. وقال عنه أحمد بن حنبل: لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث. وقد عاش الشافعي مع مالك تسع سنوات، ولما مات مالك (١٧٩ ه) عاد الشافعي إلى مكة، ثم سافر إلى بحران ومنها إلى العراق، وأخيرا انتهى به المطاف إلى مصر سنه (١٩٩ ه). وقد ترك مؤلفات كثيرة منها الأم في سبعة مجلدات وفيه فقهه، والمسند في الحديث، وأحكام القرآن، والرسالة في أصول الفقه. وتوفي عام (204 ه) عن أربع وخمسين سنة. (كتاب الشافعي للشيخ محمد أبي زهرة بتصرف).