الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٠١
ومظهر العجائب (1)،
(١) قال الجاحظ: اجتمعت الأمة على أن الصحابة كانوا يأخذون العلم من أربعة: علي وابن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت. ولسنا بصدد مناقشة الجاحظ لأن الأئمة من قريش. وهذا أيضا أجمعوا عليه وابن عباس تلميذ علي (عليه السلام) ولا شك ولا ريب أن جميع الصحابة كانوا يرجعون إليه (عليه السلام) في الأحكام ويتعلمون الفتاوى منه، ويلتجئون إليه في حل المعضلات. قال الشيخ المظفر (رحمه الله): لا شك في رجوعهم إليه واستفتائهم منه، لا سيما في غوامض المسائل التي لا يهتدون إليها سبيلا، ولا يعرفون لها عند أحد مخرجا. (دلائل الصدق: ٢ / ٢٥٧). وقال سعيد بن المسيب: سمعت عمر بن الخطاب يقول: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها علي بن أبي طالب حيا. (المناقبللخوارزمي: ٥١). وهو الذي كان يقول:
أسألوني قبل ان تفقدوني. (ينابيع المودة: ١ / ٦٥، تهذيب التهذيب: ٣٣٨، فتح الباري: ٨ / ٤٨٥، تذكرة السبط: ٢٥، فرائد السمطين: ١ / ٣٤١، مناقب الخوارزمي: ٩١).
وقال فيه (صلى الله عليه وآله): الحق مع علي وعلي مع الحق لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. (تاريخ بغداد:
١٤ / ٣٢١، الإمامة والسياسة: ١ / ٧٨، فرائد السمطين: ١ / ١٧٧، المناقبلابن المغازلي: ١١٧ و ٢٤٤، والمستدرك: ٣ / ١٩ و ١٢٤).
وها هو ابن عباس قيل له: أين علمك من علم ابن عمك علي؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط. رواه القندوزي في ينابيع المودة: ١٤٨ و ٧٠ ط إسلامبول. وروى ذلك النبهاني في الشرف المؤيد: ٥٨.
ومن عجائبة التي تدل على كمال علمه وغزارته التي لا تحصى ولا تعد، ولسنا بصدد ذكرها، ولكنا نعطي نماذج:
أنه كانت جارية بين اثنين، وطئاها في طهر واحد، فحملت. فأشكل الحال - فترافعا إليه، فحكم (عليه السلام) بالقرعة. فصوبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: الحمد لله الذي جعل فينا - أهل البيت - من يقضي على سنن داود (عليه السلام) (يعني: القضاء بالإلهام)، كما ذكره أحمد بن حنبل في مسنده: ٤ / ٣٧٣.
ومنها: أن بقرة قتلت حمارا، فترافع المالكان... فقال (عليه السلام): إن كانت البقرة دخلت على الحمار في منامه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وإن كان الحمار دخل على البقرة في منامها فقتلته فلا غرم صاحبها. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد قضى على بن أبي طالب بينكما بقضاء الله عزوجل.
ومنها: أن امرأتين جاءتا إليه، ومعهما طفل، ادعته كل منهما، فوعظهما، فلم ترجعا. فقال: يا قنبر، ائتني بالسيف، فقالت له إحداهما: ما تصنع به؟ فقال: أشقه نصفين، وأعطي كل واحدة منكما نصفه، فرضيت إحداهما وصاحت الأخرى وقالت: يا أمير المؤمنين إن كنت لابد فاعلا فأعطها إياه، فعرف أنه ولدها، ولا شيء للراضية، فسلمه إليها، فرجعت مدعية الباطل إلى الحق.
ومنها: أن امرأة ولدت ولدا له رأسان وبدنان على حقو واحد، فالتبس الأمر عليهم، فألتجأوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: اعتبروه إذا نام، ثم أنبهوا أحد البدنين والرأسين، فإن انتبها جميعا معا في حالة واحدة فهما إنسان واحد، وإن استيقظ أحدهما والآخر نائم فهما اثنان. وحقهما من الميراث حق اثنين.
هذا غيض من فيض، لأنه (عليه السلام) عيبة علمه (صلى الله عليه وآله)، كما ورد في الحديث الشريف عن أم سلمة رضي الله عنها.
وهو الذي قال فيه (صلى الله عليه وآله): قسمت الحكمة على عشرة أجزاء، فأعطي علي بن أبي طالب منها تسعة والناس جزء واحدا. (انظر المناقبلابن المغازلي: ٨٢ ح ١٢٣ و ٨٥ ح ١٢٦ و ٨٧ ح ١٢٩، فرائد السمطين: ١ / ٩٩ ح ٦٨، سنن الترمذي: ٥ / ٣٠١ ح ٣٨٠٧). وهو الذي قال فيه (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها. أو: أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (مسند أحمد: ١ / ١٤٠ و ١٥٤).
وكتب الأخبار والتاريخ والأصول الأربعة مشحونة بقضاياه (عليه السلام) وغرائب حكمه. وبدء من تنبيهه للخليفة الثاني عمر بن الخطاب لما أراد رجم المجنونة فصفح عنها، وكذلك ترك الحد على الحامل.
وتكرار حادثة المرأة التي ولدت في ستة أشهر وقال (عليه السلام): ليس ذلك عليها. (المناقبللخوارزمي: ٩٥ ح ٦٥ و ٨١ و ٩٤). (يعني لما أراد عثمان أن يرجمها).
ومن أراد أن ينظر في عجائبه (عليه السلام) فلينظر المصادر التالية: مناقب الخوارزمي: ٣٨ و ٣٩ و ٤٠ و ٤١ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٦ و ٤٧ و ٤٨ و ٥٢ و ٦٦ و ٧٦ و ٧٧ و ٨٧ و ١٠٢ و ١٠٥ و ١٠٦ و ١١٠ و ١١١ و ٢١١، مستدرك الحاكم: ٣ / ٣٢ و ١٠٧ و ١٢٤ و ١٢٩ و ١٢٦ و ١٣٥. الرياض النضرة: ٢ / ١٩٣ و ١٩٤ و ١٩٥ و ١٩٨ و ٢١٧ و ٢١٨، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٩ / ٩٦ و ٢٨٠، ٤٩٧، و: ٣ / ٧٣، و: ٤ / ٧٥، و: ١٠ / ١٤ و ١٥، و: ٢ / ١٧ و ١٤٩ و ٢١٧ و ٢٩١ و ٢٩٢ و ٢٩٤، الاستيعاب: ٢ / ٤٦٢، و: ٣ / ١١٠٣، قضاء أمير المؤمنين للتستري: ٣٣ و ٤٧ و ١١٥ و ١٦٥ عن الإرشاد للشيخ المفيد: ١٠٧ و ١١٣ - ١١٥ و ١٣١ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٧٤، إحقاق الحق: ٨ / ٤٩ و ٨٦ و ٨٨ و ٩٢، الإصابة:
١ / ٢٧٠، مسند أحمد بن حنبل: ٤ / ٣٧٣ و ٦٤٧، و: ١ / ١٠٤ و ١٤٠ و ١٥٤. موطأ مالك بن أنس:
كتاب الحدود ١٧٦، الصراط المستقيم للبياضي: ٢ / ١٣ و ٣٥ و ٣٦، تهذيب التهذيب: ١ / ٣٣٧ و ٧ / ٣٣٨، الصواعق المحرقة: ٧٦، تلخيص الشافي للشيخ الطوسي: ١ / ١١٤ و ١١٨ و ٢٤٣، و: ٢ / ٩ و: ٣ / ١٨٧.
وانظر أيضا خلاصة عبقات الأنوار: ٣ / ١٨٩ و ١٩٠، نور الأبصار: ٧٤، أرجح المطالب: ١٢١ و ١٢٤ و ٦٦١، المناقبلابن شهرآشوب: ٢ / ٢٧٩، أسد الغابة: ٤ / ٢٢ و ٥ / ٥٧٩، البداية والنهاية لابن كثير: ٧ / ٢٩٦ و ٣٠٦، تفسير الطبري: ٢٩ / ٣٥، ذخائر العقبى: ٨٠ و ٨٢ و ٨٣ و ٨٦ و ٨٧ و ٨٨ و ٨٩، المناقبلابن المغازلي: ٢١٢، ميزان الاعتدال: ٤ / ٩٩، و: ٢ / ٦٧، تذكرة الخواص: ٥٤، لسان الميزان: ٦ / ٢٤، صحيح البخاري: كتاب المحاربين، كنز العمال: ٦ / ٢٤١ و ٣٩٦ و ٣٩٨ و ٤٠١، و: ٣ / ٩٥ و ٢٢٧، فرائد السمطينللحمويني: ١ / ٣٣١ و ٣٥٠، سنن الدارقطني: ٣٤٦، فتح الباري:
١٣ / ٢٣٠، و: ١٥ / ١٣١، تفسير ابن كثير: ١ / ٥، الخازن في تفسيره: ٤ / ٣٧٤، الزمخشري في الكشاف: ٣ / ٢٥٣، القرطبي في تفسيره: ١ / ٢٩، فضائل الصحابة في مسند أحمد، المناوي في فيض القدير: ٤ / ٣٥٦، مطالب السؤول: ١٣، سنن البيهقي: ٧ / ٤٤٢، بناء المقالة الفاطمية: ١٧٤ و ١٧٥... الخ، وكشف اليقين: ٦٥ و ٦٦... الخ، تاريخ الطبري: ٣ / 543 و 547 سنة 36، مروج الذهب للمسعودي: 2 / 371.