وعدوكم ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه (1).
فكتبوا: أما بعد، فإنك لم تغضب لربك وإنما غضبت لنفسك، فان شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك وإلا فقد نابذناك على سواء، إن الله لا يحب الخائنين (2).
فلما قرأ كتابهم أيس منهم فرأى (3) أن يدعهم ويمضي بالناس إلى أهل الشام [حتى يلقاهم] فيناجزهم (4).
فقام في أهل الكوفة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإنه من ترك الجهاد في الله تعالى وادهن (5) في أمره كان على شفا هلكة إلا أن يتداركه الله برحمته (6)، فاتقوا الله تعالى وقاتلوا من حاد الله [وحاد رسوله] وحاول أن يطفئ نور الله، قاتلوا الخائنين [الخاطئين الضالين القاسطين المجرمين] الذين لو ولوا عملوا فيكم أعمال كسرى وهرقل، وتأهبوا للمسير إلى عدوكم من أهل الشام، وقد بعثنا إلى إخوانكم من أهل البصرة ليقدموا عليكم، فإذا اجتمعتم شخصنا إن شاء الله