المؤمنين علام ندع هؤلاء القوم وراءنا يخلفونا في أموالنا وعيالنا؟ سربنا إليهم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى أعدائنا من أهل الشام (1). فقام إليه الأشعث بن قيس فتكلم بمثل كلامهم، وكان الناس يرون أن الأشعث يرى رأي الخوارج لأنه كان يقول يوم صفين أنصفنا قوم يدعون (2) إلى كتاب الله تعالى، فلما قال هذه المقالة علم الناس أنه لم يكن يرى رأيهم (3).
فأجمع علي (عليه السلام) المسير إليهم، فجاءه منجم يقال له مسافر بن عدي (4) فقال: يا أمير المؤمنين، إذا أردت المسير إلى هؤلاء القوم فسر إليهم في الساعة الفلانية فإنك إن سرت في غيرها لقيت أنت وأصحابك ضرا شديدا ومشقة عظيمة. فخالفه علي (عليه السلام) وسار في غير الساعة التي أمره المنجم بالمسير فيها (5)، فلما قرب علي (عليه السلام) منهم ودنا بحيث إنه يراهم ويرونه نزل وأرسل إليهم أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا