الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٥١٧
مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا (1). وقال سعد لأبي موسى: ما أضعفك يا أبا موسى عن عمرو ومكائده (2)؟! فقال أبو موسى: ما أصنع؟! وافقني على أمر ثم غدر (3). فقال ابن عباس (رض): لا ذنب لك يا أبا موسى إنما الذنب لمن قدمك وأقامك في هذا المقام (4). وقال عبد الرحمن بن أبي بكر: " لو مات (5) هذا الأشعري قبل هذا اليوم كان خيرا [له] " (6).
(١) تاريخ الطبري: ٤ / ٥٢ أما ابن أعثم لم يذكر الآية (٥ من سورة الجمعة) التي قالها عمرو بن العاص بل قال: وتشامتوا جميعا. وضج الناس وقالوا: هذه خديعة ونحن لا نرضى بهذا، ودخل عمرو من ساعته إلى رحله وكتب إلى معاوية بهذه الأبيات:
أتتك الخلافة في حذرها * هنيئا مريئا تقر العيونا تزف إليك زفاف العروس * بأهون من طعنك الدار عينا إلى آخرها: ثم قال: وشتم، وشمت أهل الشام بأهل العراق.
وفي مروج الذهب: ٢ / ٤٤٢ وفيه: قال أبو موسى: كذب عمرو. لم نستخلف معاوية، ولكنا خلعنا معاوية وعليا معا، وقال عمرو: بل كذبعبد الله بن قيس، قد خلع عليا ولم أخلع معاوية.... فقال أبو موسى: مالك لا وفقك الله غدرت وفجرت انما مثلك (كمثل الحمار يحمل أسفارا) فقال له عمرو:
بل إياك يلعن الله. كذبت وغدرت إنما مثلك مثل (الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) وهذا يعني أن الآيتين قالها غير ما ورد في الطبري.
وأضاف صاحب المروج والكامل: ٣ / ١٦٨ والبداية: ٧ / ٢٤٨ وابن أبي الحديد في شرح النهج:
١ / ٤٥١ والطبري: ٦ / ٤٠ ط أخرى: وكز أبا موسى فألقاه لجنبه وانطلق عمرو إلى معاوية وسلم عليه بالخلافة. وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٥٦ تحقيق محمد أبو الفضل، وانظر العقيدة أيضا في: ٢ / ٢٥٧ باختلاف يسير في اللفظ، ووقعة صفين: ٥٤٧. وانظر عبقرية الإمام علي (عليه السلام) للعقاد: 85 حيث قال: كلب وحمار فيما حكم به على نفسيهما غاضبين. وهما يقضيان على العالم بأسره ليرضى بما قضياه، وانتهت المأساة بهذه المهزلة، أو انتهت المهزلة بهذة المأساة.
(2) انظر المصادر السابقة بإضافة كتاب الرعاية لحقوق الله عز وجل لابن عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243): 96.
(3) انظر المصادر السابقة.
(4) انظر المصادر السابقة.
(5) في (أ): غاب.
(6) انظر الكامل لابن الأثير: 3 / 311، مروج الذهب: 2 / 411، شرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 246.