الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٥٢٠
وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه من غير هدى من الله، فحكما بغير حجة بينة ولا سنة ماضية (1)، واختلفا في حكمهما وكلاهما لم يرشدا، استعدوا وتأهبوا للمسير إلى الشام وأصبحوا في معسكركم [إن شاء الله] يوم الاثنين (2).
ثم نزل وكتب إلى الخوارج بالنهروان: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله [علي] أمير المؤمنين إلى زيد بن حصن (3)، وعبد الله بن وهب (4)، وعبد الله بن الكواء (5)، ومن معهم من الناس. أما بعد، فإن هذين الرجلين الذين ارتضينا حكمهما (6) قد خالفا كتاب الله واتبعا هواهما بغير هدى من الله فلم (7) يعملا بالسنة ولم ينفذا للقرآن حكما، فإذا وصلكم كتابي هذا فأقبلوا إلينا فإنا سائرون إلى عدونا

(١) في (أ): مضيئة.
(٢) انظر تاريخ الطبري: ٤ / ٥٧ مع اختلاف يسير في اللفظ، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٥٩ تحقيق محمد أبو الفضل ولكنه بدل أن يذكر " يوم الاثنين " ذكر " يوم كذا ". وانظر مروج الذهب:
٢ / ٤١٢ وشرح النهج للفيض: ١٠٧ وفيها " أحق هوازن " و " أمرتكم " بدل " أمرتهم " و " منعرج " بدل " بمنعرج " وأخو هوازن صاحب الشعر هو دريد بن الصمة والأبيات مذكورة في ديوان الحماسة بشرح المرزوقي: ٢ / ٨١٣. وانظر أيضا شرح التبريزي للحماسة: ٢ / ٣٠٤ وفيه " أمرتهم ". وانظر الفتوح لابن أعثم: ٢ / ٢١٣.
(٣) تقدمت ترجمته وقلنا بأن اسمه تارة يرد باسم " يزيد بن حصن أو حصين " وأخرى باسم " زيد بن حصن أو حصين " وثالثة باسم " يزيد بن الحصين " كما جاء أيضا في الفتوح لابن أعثم: ٢ / ٢٦١ هامش رقم ١، والأخبار الطوال: ٢٠٦، وتاريخ الطبري: ٤ / ٥٧.
(٤) عبد الله بن وهب الراسبي كما جاء في الأخبار الطوال: ٢٠٦، والفتوح: ٢ / ٢٦١ و ٢٧٤، وتاريخ الطبري: ٤ / ٥٧ لم يذكر (الراسبي) ولكن ابن المطهر الحلي في كشف اليقين: ١٦٣ ذكره بالراسبي، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٣٠.
(٥) تقدمت ترجمته. وتاريخ الطبري: ٤ / ٥٧ لم يذكره في هذا الكتاب من علي (عليه السلام) إلى الخوارج ولذا قال " ومن معهما " وانظر الأخبار الطوال: ٢٠٨.
(6) في (أ): أرتضيا حكمين.
(7) في (أ): ولم.
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»
الفهرست