الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٥٢٤
فبينما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) معهم في الكلام إذ أتاه الخبر أن الخوارج خرجوا على الناس وأنهم قتلواعبد الله بن خباب (1) صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
(١) عبد الله بن خباب: هو الذي قتلهالخوارج فسال دمه، كأنه شرال نعل ما آمذ قر - أي سال دمه في النهر ولم يتفرق في الماء ولا اختلط -.
وذكر الطبري في تاريخه: ٤ / ٦٠ أن الخوارج دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خبابصاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذعرا يجر رداءه فقالوا: لم ترع؟ فقال: والله لقد ذعرتموني، قالوا: أأنت عبد الله بن خبابصاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم، قالوا: فهل سمعت من أبيك حديثا يحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي؟ قال: فإن أدركتم ذلك فكن يا عبد الله المقتول... قال فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل وبقروا بطن أم ولده عما في بطنها....
ولكن الطبري في نفس الصفحة ينقل عن حميد بن هلال أنه - عبد الله - قال: عندما سألوه قال:
حدثني أبي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن فتنة تكون يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه يمسي فيها مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح فيها كافرا ويمسي فيها مؤمنا، فقالوا: لهذا الحديث سألناك فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا... فأخذوه فكتفوه ثم أقبلوا به وبامرأته وهي حبلى متم حتى نزلوا تحت نخل مواقر فسقطت منه رطبة فأخذها أحدهم فقذف بها في فمه فقال أحدهم: بغير حلها وبغير ثمن، فلفظها وألقاها من فمه، ثم أخذ سيفه فأخذ يمينه فمر به خنزير لأهل الذمة فضربه بسيفه، فقالوا:
هذا فساد في الأرض، فأتي صاحب الخنزير فأرضاه من خنزيره، فلما رأى ذلك منهم ابن خباب قال:
لئن كنتم صادقين فيما أرى فما علي منكم بأس إني لمسلم ما أحدثت في الإسلام حدثا ولقد آمنتموني، قلتم: لا روع عليك فجاؤوا به فأضجعوه فذبحوه وسال دمه في الماء....
وانظر حياة عبد الله بن خباب في المعارف لابن قتيبة: ٣١٧، وانظر قصة قتله (رضي الله عنه) في أسد الغابة: ٣ / ١٥٠، والإصابة: ٢ / ٢٩٤، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٦٩ و ٣٨١ و ٣٨٢ تحقيق محمد أبو الفضل نقلا عن ابن ديزيل (إبراهيم بن الحسين بن علي بن مهران بن ديزيل الكمائي الهمداني) أحد كبار الحفاظ ومتكلميهم، ذكره ابن حجر في لسان الميزان: ١ / ٤٩ وقال: مات سنة (٢٨١ ه)، الكامل في التاريخ: ٣ / 212، والفتوح لابن أعثم: 2 / 198 و 253 و 260، الطبري: 6 / 46 ط أخرى، الطبقات الكبرى لابن سعد: 5 / 182، شرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 282، الكامل للمبرد: 560، الإمامة والسياسة: 1 / 167، شرح النهج للعلامة الخوئي: 4 / 128، الكامل لابن الأثير: 3 / 341.