ولما جاء (1) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) النخيلة (2) ورأى بيوت الكوفة فإذا بعبد الله بن وديعة الأنصاري (3) قد لقاه فدنا منه (4) وسلم عليه وقال: مرحبا يا أمير المؤمنين، ثم إنه سايره فقال له علي (عليه السلام): ما سمعت الناس يقولون [في أمرنا هذا؟] (5) قال: يقولون: إن عليا كان له جمع عظيم ففرقه، وكان له حصن حصين فهدمه فمتى يبني ما انهدم (6) ويجمع ما تفرق (7)؟ ولو كان مضى بمن أطاعة إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظفر (8) أو يهلك كان ذلك (9) الحزم (10). فقال علي (عليه السلام): أنا هدمت أم هم هدموا؟ أنا فرقت أم هم فرقوا؟ وأما قولهم " كان يمضي بمن أطاعه فيقاتل حتى يظفر أو يهلك " فوالله ما غبي (11) هذا عني وإن كنت لسخيا (12) بنفسي عن الدنيا طيب النفس بالموت ولقد هممت بالإقدام على القوم فنظرت إلى هذين قد ابتدراني - يعني الحسن والحسين (عليهما السلام) - ونظرت إلى هذين الآخرين وقد استقدماني - يعني عبد الله بن جعفر ومحمد ابن الحنفية (رض) فعلمت أن هذين إن هلكا انقطع نسل محمد (صلى الله عليه وآله) (13)
(٤٩٢)