المؤمنين ونحن المؤمنون فلست بأمير (1)، فقال علي (عليه السلام): يا هؤلاء أنا كنت كاتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الحديبية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اكتب: هذا ما اصطلح (2) عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو، فقال سهيل: لو علمنا أنك رسول الله ما صددناك ولا قاتلناك، فأمرني رسول الله فمحوت اسمه من الكتاب وكتبت: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله. وإنما محوت اسمي من إمرة المؤمنين كما محا رسول الله اسمه من الرسالة، فكان لي به أسوة فهل عندكم شيء غير هذا تحتجون علي به؟ فسكتوا (3).
فقال لهم: قوموا فأدخلوا مصركم يرحمكم الله (4)، قالوا: ندخل ولكن نريد أن نمكث مدة الأجل الذي بينك وبين الحكمين هاهنا ليجبى المال ويسمن الكراع (5) ثم ندخل (6).
فانصرف عنهم علي (عليه السلام) وهم كاذبون فيما زعموه قاتلهم الله.
ولما جاء وقت الحكمين أرسل علي (عليه السلام) مع أبي موسى الأشعري أربعمائة (7) راكب