الليلة تلاطم السيول والأمواج ويتصادمون تصادم الفحول عند الهياج. ولما أسفر صبح هذه الليلة عن ضياء وحسر الليل عن ظلماته كانت عدة القتلى من الفريقين ستة وثلاثون ألفا (1)، وكانت هذه الليلة ليلة الجمعة.
وأصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) والمعركة كلها خلف ظهره وهو في قلب معسكره والأشتر (2) (رض) في الميمنة وابن عباس (رض) في الميسرة (3) والناس يقتتلون (4) من كل جانب ولوائح النصر لائحة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأشتر يزحف في الميمنة يقاتل بها ويقول لأصحابه: ازحفوا قبل هذا الرمح، ويزحف بهم زحفة ثانية ويقول: قيد هذا القوس، وكلما فعلوا (5)، يزحف نحو أهل الشام ويقول مثل ذلك (6).