الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٨٥
الشفرة قريب القعر وإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يصير (1) في أكفهم ويبعد (2) حتى يصير (3) بمنزلة النجم منهم، فإن أبيت (4) أن تجعلني حكما وإلا فاجعلني ثانيا أو ثالثا فإنه لن يعقد عمرو عقدة إلا حللتها، ولن يحل (5) عقدة إلا ربطتها (6). فقال له (عليه السلام): ان الناس قد أبوا ولن يرضوا بأحد إلا أبا موسى (7).
وحضر عمرو بن العاص عند علي (عليه السلام) ليكتب القصة بحضوره فكتب الكاتب (8):
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومعاوية بن أبي سفيان (9) ومن معهما، فقال عمرو بن العاص: هو أميركم وأما أميرنا

(١) في (ب): يكون.
(٢) في (د): يتباعد.
(٣) في (ب): يكون.
(٤) في (أ): رأيت.
(٥) في (أ): ولا تحل.
(٦) انظر وقعة صفين: ٥٠١ باختلاف يسير في اللفظ. وروى حديث الأحنف صاحب اللسان: ٣ / ٢٣٧، تاريخ الطبري: ٤ / ٣٧.
(٧) انظر الفتوح لابن أعثم: ٢ / ١٩٥ ولكن بإضافة " والله بالغ في ذلك أمره " وفي وقعة صفين: ٥٠١:
فعرض ذلك على الناس فأبوه وقالوا: لا يكون إلا أبا موسى.
وذكر في تاريخ الطبري: ٤ / ٣٧، وقعة صفين: ٥٠٠، الفتوح لابن أعثم: ٢ / ١٩٥ وغيرها: وجاء الأشتر - يعنى قبل مجيء الأحنف بن قيس - حتى أتى عليا فقال له: يا أمير المؤمنين ألزني بعمرو بن العاص فوالله الذي لا إله غيره لئن ملأت عيني منه لأقتلنه... وذكر ابن أعثم في الفتوح: ٢ / ١٩٦ أنه أقبل حريث الطائي وهو جريح مثقل حتى وقف على علي (عليه السلام) وهو لما به، فبادره علي ورحب به، ثم قال له: كيف أنت يا أخا بني سنبس؟ فقال: جريح دنف كما تراني، والذي بقي من عمري أقل مما مضى منه... ثم أنشأ شعرا... قال: ثم لم يلبث أن مات (رحمه الله)، وبلغ عليا شعره فقال: رحم الله أخا طي...
وانظر ينابيع المودة: ٢ / ١٧، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٢٨.
(٨) ذكر ابن أعثم في الفتوح: ٢ / ١٩٧ اسم الكاتب وهو عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو كاتب علي (عليه السلام)، وانظر الإصابة: ٧ / ٦٦، تهذيب التهذيب: ٧ / ١٠، كتاب الوزراء للجهشياري: ٢٣، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٨٩.
(٩) ذكر ذلك في الفتوح لابن أعثم: ٢ / ١٩٧، ينابيع المودة: ٢ / ١٨، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٢٢ وما بعدها، الإمامة والسياسة: ١ / ١٥١، وقعة صفين: ٥٠٤ وقيل غير ذلك، وأوردها ابن أعثم في الفتوح:
١٩٧ هكذا: فقال علي (عليه السلام) لكاتبه: اكتبه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية: فإن كنت أمير المؤمنين كما زعمت فعلام أقاتلك؟ فقال علي (عليه السلام): الله أكبر، كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الحديبية حين صده المشركون عن مكة، ثم اتفق أمره وأمرهم الصلح بعد ذلك، فدعاني لأكتب، فقلت: ما أكتب يا رسول الله؟ فقال: اكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد الله وأهل مكة، فقال أبو هذا - أبو سفيان بن حرب - (ولكن يظهر من تاريخ الطبري:
٣
/ ٧٩، والكامل للمبرد: ٤٥٠، وسيرة ابن هشام: ٢ / ١٨٠ أن المعترض هو سهيل بن عمرو لا أبو سفيان):
يا محمد إني لو أقررت أنك رسول الله لما قاتلتك، ولكن اكتب لنا صحيفتك باسمك واسم أبيك، فكتبت ذلك بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي: إن لك يوما مثل هذا، أنا أكتبها للآباء وتكتبها للأبناء (ولكن في الكامل: ٤٥٠ هكذا فقال: يا علي، أما إنك ستسام مثلها فتعطي) وإني الآن أكتبه لمعاوية كما كتب النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي سفيان (وقيل لسهيل بن عمرو). قال: فقال: عمرو بن العاص: يا سبحان الله ونقاس نحن إلى الكفار ونحن مؤمنون، فصاح به علي صيحة، وقال: يا ابن النابغة، لو لم تكن للمشركين وليا وللمؤمنين عدوا لم تكن في الضلالة رأسا وفي الإسلام ذنبا، أولست ممن قاتل محمدا (صلى الله عليه وآله) وفتن أمته من بعده؟ أولست الأبتر ابن الأبتر عدو الله وعدو رسوله وأهل بيت رسوله، قم من هاهنا يا عدو الله فليس هذا بموضع يحضره مثلك. قال: فوثب عمرو ساكتا لا ينطق بشيء حتى قعد ناحية....
لكن ابن مزاحم في وقعة صفين: ٥٠٨ وفي كتاب عمر بن سعد: هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين، فقال معاوية: بئس الرجل أنا إن أقررت أنه أمير المؤمنين ثم قاتلته، وقال عمرو: اكتب اسمه واسم أبيه إنما هو أميركم وأما أميرنا فلا، فلما أعيد إليه الكتاب أمر بمحوه، فقال الأحنف: لا تمح اسم إمرة المؤمنين عنك فإني اتخوف إن محوتها لا ترجع إليك أبدا، وإن قتل الناس بعضهم بعضا....
ثم إن الأشعث بن قيس جاء فقال: امح هذا الاسم، فقال علي: لا إله إلا الله والله أكبر سنة بسنة، أما والله لعلى يدي راد هذا الأمر يوم الحديبية حين كتبت الكتاب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو، فقال سهيل: لا أجيبك إلى كتاب تسمي رسول الله، ولو أعلم أنك رسول الله لم أقاتلك، إني إذا ظلمتك إن منعتك أن تطوف ببيت الله وأنت رسول الله، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، أجيبك، فقال محمد (صلى الله عليه وآله): يا علي، إني لرسول الله وإني لمحمد بن عبد الله ولن يمحو عن الرسالة كتابي إليهم من محمد بن عبد الله، فاكتب محمد بن عبد الله، فراجعني المشركون في عهد إلى مدة، فاليوم أكتبها إلى أبنائهم كما كتبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى آبائهم سنة ومثلا. انظر شرح النهج لابن أبي الحديد أيضا: ١ / ١٩٦ و ٢ / ٢٣٢، تاريخ الطبري: ٦ / ٢٩، ٤ / ٣٧ ط أخرى، الإمامة والسياسة:
١ / ١٥١، الكامل في التاريخ: ٣ / 318، ينابيع المودة: 2 / 18، والبحار: 8 / 593.
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 481 482 483 484 485 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649