الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٧٢
ومنها: ليلة الهرير (1) التي كلما أردى (2) علي [رض] فيها قتيلا أعلن عليه بالتكبير فأحصيت (3) تكبيراته في تلك الليلة فكانت خمسمائة تكبيرة وثلاثا وعشرين تكبيرة بخمسمائة وثلاثا وعشرين قتيلا (4)، وكان الناس يتلاطمون في تلك (5)
(١) ذكرها ابن أعثم في الفتوح: ٢ / ١٧١ تحت عنوان " ذكر الواقعة الخميسية " قال: وأصبح الناس وطلعت الشمس وذلك في يوم الخميس، ودعا علي (عليه السلام) بدرع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلبسه، وبسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتقلده، وبعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعتجز بها، ثم بفرس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاستوى عليه، وجعل يقول: أيها الناس، من يبع نفسه يربح هذا اليوم، فإنه يوم له ما بعده من الأيام، أما والله إن لولا أن تعطل الحدود وتبطل الحقوق ويظهر الظالمون وتفوز كلمة الشيطان ما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه، ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء، والصبر خير عواقب الأمور، ألا إنها إحن بدرية وضغائن أحديه وأحقاد جاهلية، وثب بها معاوية حين الغفلة ليذكر بها ثارات بني عبد شمس... وهي الليلة التي وصفها المؤرخون بما يلي: وقامت الفرسان في الركب، فاصطفقوا بالسيوف، وارتفع الرهج، وثار القتام، وتضعضعت الرايات، وحطت الألوية، وغابت الشمس، وذهبت مواقيت الصلاة... وهجم عليهم الليل، واشتدت الحرب، وهذه ليلة الهرير، فجعل بعضهم يهربعض، ويعتنق بعضهم بعضا، ويكدم بعضهم بعضا.
قد وصفها ابن مزاحم أيضا في وقعة صفين: ٤٧٥ فقال: وزحف الناس بعضهم إلى بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتى فنيت، ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت واندقت، ثم مشى القوم بعضهم إلى بعض بالسيف وعمد الحديد، فلم يسمع السامع إلا وقع الحديد بعضه على بعض، لهو أشد هولا في صدور الرجال من الصواعق، ومن جبال تهامة يدك بعضها بعضا. قال: وانكسفت الشمس [بالنقع] وثار القتام... وذكرها بوصف آخر تحت عنوان " يوم الهرير ": ١٧٩.
وانظر كشف اليقين: ١٥٨، الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ١ / ١٢٦، كتاب سليم بن قيس: ١٧٦ طبع مؤسسة البعثة، تذكرة الخواص: ٩٠، بحار الأنوار: ٣٦ / ٣٢٨، النهايةلابن الأثير: ١ / ٤٩، و: ٢ / ٣٦٨، و: ٣ / ١٠٧، تاريخ الطبري: ٤ / ٢٧، أعيان الشيعة: ١ / ٤٩٨، الكامل لابن الأثير:
٣ / ٣١١، مروج الذهب: ٢ / ٣٩١، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٠٧ - ٢١١ و ٢١٧ و ٢٢٠ و ٢٢٨، ينابيع المودة: ٢ / ٧ وما بعدها ب ٥٣.
(٢) في (ب): قتل.
(٣) في (ج): فعد له كذا وكذا.
(٤) انظر الفتوح لابن أعثم: ٢ / ١٧٨ وأضاف: وكان (عليه السلام) إذا علا قد وإذا وسط قط، وفي وقعة صفين: ٤٧٧ ذكر أنه قتل فيما ذكر العادون زيادة على خمسمائة من أعلام العرب، وانظر كشف اليقين: ١٥٨.
(5) في (أ): هذه.