فخرج إليه فارس من أهل العراق يقال له المرقع الخولاني (١) فقتله الشامي، ثم خرج إليه الحارث الحكمي (٢) فقتله الشامي أيضا، فنظر الناس إلى مقام فارس صنديد فخرج إليه علي (عليه السلام) بنفسه الكريمة فوقف بإزائه وقال له: من أنت أيها الفارس فقال:
أنا كريب (٣) بن صالح الحميري فقال له علي (عليه السلام): يا كريب أحذرك الله في نفسك وأدعوك إلى كتابه وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) فقال [له] كريب: من أنت؟ فقال أنا علي بن أبي طالب، يا كريب الله الله في نفسك فإني أراك بطلا فارسا فيكون لك مالنا وعليك ما علينا ولا يغررك معاوية، فقال: ادن مني يا علي، وجعل يلوح بسيفه فجرد الإمام سيفه ودنا منه فتجاولا ساعة ثم اختلفا بضربتين فسبقه الإمام بالضربة فقتله وسقط إلى الأرض (٤) ثم نادى: هل من مبارز؟ فخرج إليه الحارث الحميري (٥) فقتله وسقط على الأرض، وهكذا لم يزل يخرج إليه فارس بعد فارس إلى أن قتل منهم أربعة (٦) وهو يقول: ﴿الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمت قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم [واتقوا الله] واعلموا أن الله مع المتقين﴾ (7).