رجليه (1) فبدت سوأته، فصرف علي عنه وجهه راجعا إلى عسكره وهو يقول: عورة المؤمن حمى، فقام عمرو فركب فرسه وأقبل على معاوية فجعل معاوية يضحك (2) منه، فقال عمرو: مم تضحك؟ والله لو تكن أنت وبدا له من صفحتك ما بدا [له] من صفحتي لصرت كذلك وما أقالك، فقال له معاوية: لو كنت أعلم أنك ما تحمل مزاحا ما مازحتك، فقال عمرو: وما أحملني للمزاح ولكني رأيت أن لقي رجل رجلا قصد أحدهما على الآخر انفطر السماء دما، فقال معاوية: ولكنها سوأة تعقب فضيحة الأبد، أما والله لو عرفته ما قدمت عليه. والى ذلك أشار أبو فراس بقوله:
ولا خير في دفع (3) الردى بمذلة * كما ردها يوما بسوأته عمرو ثم إن فارسا من فرسان معاوية كان مشهورا بالشجاعة يقال له بسر بن أرطاة (4)