بعيد وأنت إلى غد أحوج منك إلى أمس، فاعرف إحساني وأستبق مودتى لغد، ولا تقل مثل هذا فإني لم أزل لك ناصحا (1).
ودخل علي (عليه السلام) البصرة يوم الاثنين فبايعه أهلها على راياتهم حتى الجرحى والمستأمنة (2). ثم راح إلى عائشة وهي في بيت عبد الله بن خلف وهي أعظم دار بالبصرة، فسلم عليها وجلس إليها (3). ثم إن عائشة سألت عن الناس ومن قتل منهم ممن كان معها ومع علي، فكلما نعى واحد من الفئتين قالت: يرحمه الله، فقيل لها:
كيف ذلك؟! قالت: كذلك قال رسول الله فلان في الجنة وفلان في الجنة. وقال علي (عليه السلام): إني لأرجو أن لا يكون أحد قتل منا ومنهم وقلبه نقي مخلص لله تعالى إلا أدخله الله الجنة (4).
ثم إن عليا (عليه السلام) جهز عائشة بكل ما ينبغي لها من مركب وزاد [ومتاع] وغير ذلك وبعث معها كل من نجا ممن كان معها في الوقعة من أصحابها إلا من أحب (5) المقام (6)، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المخبورات المعروفات سيرهن معها وسير معها أخاها محمد بن أبي بكر (7).