الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٣٥
ولما كان اليوم الذي ارتحلت فيه عائشة أتاها علي (عليه السلام) بنفسه فوقف لها وحضر الناس لوداعها فقالت: يا بني لا يعتب (1) بعضنا على بعض [إنه] والله لم يكن بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها (2) وإنه عندي على معتبتي (3) لمن الأخيار، فقال علي (عليه السلام): [أيها الناس] صدقت والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك وإنها لزوجة نبيكم (4) (صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة. وخرجت يوم السبت غرة رجب وسار معها علي (عليه السلام) أميالا وسرح (5) بنيه معها يوما كاملا (6). وكان توجهها إلى مكة المشرفة فأقامت بها إلى أيام الحج فحجت ثم رجعت إلى المدينة (7).

(١) في (أ): لا يغضب، وفي (ج): تعتب.
(٢) في (أ): وحماها.
(٣) في (أ): وإنه على معتبي.
(٤) في (أ): نبينا.
(٥) في (أ): وسير.
(٦) انظر تاريخ الطبري: ٣ / ٥٤٧.
(٧) تقدمت تخريجاته.
لكن بعد هذا كله يبقى سؤال يطرح نفسه: لماذا رجعت إلى بيتها وفي نفسها ألف حسرة وندامة وصدرها يغلي على علي بن أبي طالب (عليه السلام) كالمرجل كما قال هو (عليه السلام) في خطبته في البصرة بعد حرب الجمل - كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج: ١ / ٦٣ - وأما عائشة فقد أدركها رأي النساء، وشئ كان في نفسها علي يغلي في جوفها كالمرجل... وبقيت منطوية على غيظها علية مدة خلافته القصيرة حتى إذا جاء نعيه سجدت لله شكرا وأظهرت السرور كما ذكر أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: ٤٣، ولكن في الطبعة الأولى في إيران مطبعة أمير منشورات الشريف الرضي شرح وتحقيق السيد أحمد صقر ذكر في: ٥٥ قال: لما ان جاء عائشة قتل علي (عليه السلام) سجدت... دون ذكر " لله شكرا " وهي التي تمثلت بقول الشاعر:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد، فقالت:
فإن يك نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب فقالت زينب ابنة أم سلمة - ربيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألعلي تقولين هذا؟ فقالت: إني أنسى، فإذا نسيت فذكروني. (انظر طبقات ابن سعد: ٣ / ٢٧، ابن الأثير: ٣ / ١٧١، والطبري: ٦ / ٨٧، تهذيب الكمال:
٢٤٩، ميزان الاعتدال: ٢ / ٣٠١، أسد الغابة: ٥ / 468، كتاب الجمل للشيخ المفيد: 84).
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 432 433 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649