ولما كان اليوم الذي ارتحلت فيه عائشة أتاها علي (عليه السلام) بنفسه فوقف لها وحضر الناس لوداعها فقالت: يا بني لا يعتب (1) بعضنا على بعض [إنه] والله لم يكن بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها (2) وإنه عندي على معتبتي (3) لمن الأخيار، فقال علي (عليه السلام): [أيها الناس] صدقت والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك وإنها لزوجة نبيكم (4) (صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة. وخرجت يوم السبت غرة رجب وسار معها علي (عليه السلام) أميالا وسرح (5) بنيه معها يوما كاملا (6). وكان توجهها إلى مكة المشرفة فأقامت بها إلى أيام الحج فحجت ثم رجعت إلى المدينة (7).
(٤٣٥)