الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٢٦
في هودجها فقالت: من أنت؟ قال: أبغض أهلك إليك، قالت: ابن الخثعمية؟ قال:
نعم، قالت: يا ابن أبي الحمد لله الذي عافاك (1).
فلما كان الليل أدخلها أخوها إلى البصرة وأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي (2) على صفية بنت الحارث [بن طلحة] بن أبي طلحة بن العزى بن عثمان بن عبد الدار وهي أم طلحة الطلحات (3)، وتسلل الجرحى ليلا من بين القتلى

(١) لسنا بصدد بيان الحوار الذي دار بين محمد بن أبي بكر وأخته أم المؤمنين، ولكن نريد أن نورد ما ذكره الطبري في: ٥ / ٢٠٤، والعقد الفريد: ٤ / ٣٢٨، وغيرهم كثير. فقال الطبري: ثم أمر علي محمد بن أبي بكر، فضرب عليها قبة وقال: انظر هل وصل إليها شيء؟ فأدخل رأسه، فقالت: من أنت؟ فقال:
أبغض أهلك إليك، قالت: ابن الخثعمية؟ قال: نعم. قالت: بأبي أنت وأمي، الحمد لله الذي عافاك. وفي مروج الذهب: قال لها: أقرب الناس قرابة، وأبغضهم إليك، أنا محمد أخوك، يقول لك أمير المؤمنين:
هل أصابك شيء؟ قالت: ما أصابني شيء إلا سهم لم يضرني. فجاء علي حتى وقف عليها، فضرب الهودج بقضيب، وقال: يا حميراء أرسول الله أمرك بهذا؟ ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين صانوا عقائلهم وأبرزوك... وفي كلام كثير، فقالت: ملكت فاسجح.
انظر أيضا ابن الأثير: ٣ / ١٠٢، أنساب الأشراف: ١ / ١٦٧، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري، لتجد بالإضافة إلى ذلك حوار عمار بن ياسر لعائشة.
وروى ابن أعثم في الفتوح: ١ / ٤٩١ ما جرى بين عبد الله بن عباس وبين عائشة لما أنفذه إليها برسالته علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبكاء عائشة بكاء شديدا ثم قالت: نعم والله أرحل عنكم، فما خلق الله بلدا هو أبغض إلي من بلد أنتم به يا بني هاشم - إلى ان قالت: - يا ابن عباس أتمنون علي برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال: نعم... (انظر المحاورة في العقد الفريد: ٤ / ٣٢٨ ط لجنة التأليف، وأوردها ابن أبي الحديد في شرح النهج: ٢ / ٨٢ ط المصرية، واليعقوبي في: ٢ / ٢١٣، وفي مروج الذهب: ٥ / ١٩٧).
(٢) هو عبد الله بن خلف بن أسعد بن عامر الخزاعي: أبو طلحة الطلحات، وكان كاتبا على ديوان البصرة لعمر وعثمان، وشهد أخوه عثمان بن خلف حرب الجمل مع علي، على ما ذكر في أسد الغابة. وروى مبارزته أبو مخنف في الجمل على رواية ابن أبي الحديد في شرحه: ١ / ٢٦١ - ٢٦٢ تحقيق محمد أبو الفضل، وابن أعثم في تاريخه، وراجع ترجمته في الاشتقاق: ٤٧٥، والمحبر: ٣٧٧، والاستيعاب:
٣٤٨، وأسد الغابة: ٣ / ١٥١.
(٣) هي صفية بنت الحارث بن طلحة العبدرية وهي قرشية وليست بثقفية إلا بالنسبة إلى زوجها. وفي مغازي الواقدي: ٣٠٧: ومن بني عبد الدار طلحة بن أبي طلحة يحمل لواءهم. قتله علي بن أبي طالب انظر ترجمة صفية في الإصابة: ٤ / 337، بينما ابن أعثم في الفتوح: 1 / 492 يصرح بأنها ثقفية، أما الطبري في تاريخه: 3 / 539 فيقول: صفية ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار - وهي أم طلحة الطلحات - بن عبد الله بن خلف.
ولصفية هذه قصة طريفة ذكرها كثير من أهل السير والتاريخ كأبن أعثم في الفتوح: 1 / 492، والطبري في تاريخه: 5 / 222، و: 3 / 543 ط أخرى، ومروج الذهب: 2 / 14 وخلاصتها:
دعا علي ببغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاستوى عليها، وأقبل إلى منزل عائشة، ثم استأذن ودخل، فإذا عائشة جالسة حولها نسوة من نساء أهل البصرة وهي تبكي وهن يبكين معها. قال: ونظرت صفية بنت الحارث الثقفية امرأة عبد الله بن خلف فصاحت هي ومن كان معها هناك من النسوة وقلن بأجمعهن: يا قاتل الأحبة، يا مفرقا بين الجميع، أيتم الله منك بنيك كما ايتمت ولد عبد الله بن خلف. فنظر إليها علي (عليه السلام) فعرفها فقال: أما أني لا ألومك أن تبغضيني وقد قتلت جدك يوم بدر وقتلت عمك يوم أحد، وقتلت زوجك الآن، ولو كنت قاتل الأحبه كما تقولين، لقتلت من في هذا البيت ومن في هذه الدار.
وكان (عليه السلام) يقصد أن الذي اختفى في هذه الدار مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر وغيرهم كثير.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 424 425 426 427 428 429 432 433 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649