لقيت منهم ما لقيت من ابن الزبير ولقيت من عبد الرحمن بن عتاب أشد من ذلك، لقيته أشد الناس بأسا وأشجعهم قلبا وأثبتهم جأشا، وما كدت أن أنجو منه وتمنيت أني لم أكن لقيته (1). وما رؤي مثل ذلك اليوم وكثرة من أصيب يوم الجمل ومن قتل حوله من العسكرين وقتل عليه خلائق لا يحصون وقطعت عليه أيد كثيرة حتى صاح علي: اعقروا الجمل (2) إن يعقر الجمل تفرق الناس، فانتدب [له] رجل يقال له بحير بن دلجة الكلابي (3) فضرب ساقه فسقط إلى الأرض [على جنبه وله جرجرة
(٤٢٤)