الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٢٢
عائشة: من أنت يا هذا؟ لم لا تنتسب؟ فقال: أنا ابن أختك، قالت: عبد الله؟!
واثكل] أسماء، فجاءه الأشتر (رض) وهو آخذ بالخطام فاقتتلا قتالا شديدا فضربه الأشتر (رض) على رأسه فجرحه جراحة خفيفه ثم اعتنق كل واحد منهما بصاحبه وسقطا على الأرض، فقال ابن الزبير: اقتلوني ومالكا (1)، فلم يعرفوا مالكا من هو (2)، ولو عرفه أصحاب ابن الزبير لقتلوه.
ثم إنهما افترقا (3) فجاء الأشتر يقول: لقيت في ذلك اليوم جماعة من الأبطال فما

(1) في (ب، د): واقتلوا مالكا معي.
(2) في (أ): منه.
(3) روى هذه القصة كل من الطبري في تاريخه: 1 / 3199 - 3200، و: 5 / 204 و 210 و 211، والواقدي برواية شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 87 في شرح الخطبة " كنتم جند المرأة " وابن الأثير:
3 / 99، والعقد الفريد: 4 / 326 ط لجنة التأليف، وتاريخ ابن أعثم، ومروج الذهب.
لكن صاحب العقد الفريد ينقل عن ابن الزبير أنه قال: ثم جر برجلي - يعنى الأشتر - فألقاني بالخندق، وقال: لولا قربك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما اجتمع فيك عضو إلى آخر. وقيل إن القائل: اقتلوني ومالكا هو عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، وهذا ما صرح به مالك عند ما سأله علقمة كما في رواية الطبري. وفي رواية أخرى للطبري أيضا: فجرح ابن الزبير فألقى نفسه في الجرحى فاستخرج فبرأ.
وهذا ثالث الرؤوس يسقط من جيش الجمل.
وانظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 96 وانظر الهامش رقم 1 و 2 في نفس الصفحة وقارن بينهما لتجد التحريف والتزوير وانقلاب الأمر وكأن لم يكن اعتراف ابن الزبير على نفسه كما ذكرنا قبل قليل بأنه هو الخائف والمضطرب وعفو مالك الأشتر عنه وإلقاء نفسه مع الجرحى بل العكس كما ذكر ابن قتيبة في ص 96: فانفلت الأشتر منه أو كما ذكر الأستاذ شري في الهامش رقم 2: وما زال يضطرب في يدي عبد الله حتى أفلت. قارن ذلك، وإن عشت أراك الدهر عجبا.
لا نريد أن ندافع عن مالك الأشتر (رحمه الله) بل نقول للطبري وابن قتيبة والأستاذ علي شري وغيرهم: ماذا تقولون لابن أعثم في الفتوح: 1 / 485 عندما يذكر أن الأشتر عندما سمع كعب بن سور الأزدي يرتجز ويقول أبياتا مطلعها:
يا معشر الناس عليكم أمكم * فإنها صلاتكم وصومكم ثم قال في الهامش 3 من نفس الصفحة: فحمل عليه الأشتر فقتله، وخرج من بعده غلام من الأزد يقال له وائل بن كثير فجعل يتلو ويقول شعرا، فبرز إليه الأشتر مجيبا له وهو يقول شعرا، ثم حمل عليه الأشتر فقتله، وخرج من بعده عمرو بن خنفر من أصحاب الجمل وهو يقول شعرا، ثم حمل عليه الأشتر فقتله، وخرج من بعده عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية فجعل يلعب بسيفه بين يدي عائشة، وهو يقول شعرا. قال: فبدر إليه الأشتر مجيبا له، ثم حمل عليه فضربه ضربة رمى بيمينه فسقط لما به، وثناه الأشتر بضربة أخرى فقتله، ثم جال في ميدان الحرب وهو يقول شعرا، ثم رجع الأشتر إلى موقفه.
وذكر ابن أعثم في الفتوح أيضا في: 1 / 488: وجعل الأشتر يجول في ميدان الحرب وينادي بأعلى صوته: يا أنصار الجمل من يبارزني منكم؟ قال: فبرز إليه عبد الله بن الزبير وهو يقول: إلى أين يا عدو الله؟ فأنا أبارزك! قال: فحمل عليه الأشتر فطعنه طعنة صرعه عن فرسه، ثم بادر وقعد على صدره قال: فجعل عبد الله بن الزبير ينادي من تحت الأشتر في يومه ذلك: اقتلوني ومالكا. قال: وكان الأشتر في يومه صائما وقد طوى من قبل ذلك بيومين فأدركه الضعف، فأفلت عبد الله من يده وهو يظن أنه غير ناج منه. فكيف يوجه كلام هؤلاء الذين طعنوا في الأشتر وهم يعرفونه كيف يقف بين الجمعين وهو يزأر كالأسد عند فريسته - كما ذكر ذلك ابن أعثم في الفتوح أيضا: 1 / 482 -.
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649