ألفا، فأرسل علي (عليه السلام) عشية اليوم الثالث من نزولهم عبد الله بن عباس إلى طلحة والزبير بالسلام، وأرسل طلحة والزبير إلى علي بالسلام، وترددت الرسل بينهم في الصلح فتداعوا إليه، وشاع ذلك في الفئتين فسر الناس بذلك وباتوا بليلة لم يبيتوا بمثلها من الفرح والسرور. ولما أشرفوا عليه من الصلح وبات الذين أثاروا أمر عثمان بأسوأ ليلة لما رأوه ونظروه من تراسل القوم وتصافيهم، فباتوا يتشاورون ليلتهم فأجمع رأيهم على إنشاب الحرب مع الفجر.
[قال:] فلما كان غلس الصبح ثاروا إلى أصحاب طلحة والزبير، مضرهم إلى مضرهم، وربيعتهم إلى ربيعتهم، ووضعوا فيهم السلاح، فثارت كل قبيلة إلى أختها، وقام الحرب بينهم وثبت القتال، ولم يدر الناس كيف الأمر ولا كيف كان (1). فقام في الميمنة أصحاب [طلحة] عبد الرحمن بن الحارث (2)، وفي الميسرة عبد الرحمن [بن] عتاب (3)، وفي القلب طلحة والزبير (4) فقالوا لأصحابهم: كيف كان هذا الأمر؟