الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٠١
ولا يرتحلن أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس، وليغن السفهاء عن أنفسهم (1).
فشق ذلك على الذين خرجوا على عثمان وكان معه منهم بذي قار ألفان وخمسمائة (2) وباتوا بأسوأ ليلة وهم يتشاورون، فقال لهم رئيسهم عبد الله بن سبأ (3) وهو الشهير بابن السوداء: يا قوم إن عزكم في مخالطة الناس فلا تتركوا عليا وألزموه فإذا كان غدا والتقى الناس فانشبوا القتال، فمن كنتم (4) معه لا يجد بدا من أن يمتنع، فإذا اشتغل الناس بالناس ننظر ماذا يكون. فتفرقوا على رأيه (5).
وأصبح علي (عليه السلام) على ظهر حتى نزل على عبد القيس (6) فانضموا [إليه] وسار من هناك يريد البصرة، فقام إليه الأعور بن بيان المنقري (7) فقال: يا أمير المؤمنين ما

(١) المصدر السابق: ٥٠٧، وفي (ب): الشقاعني.
(٢) المصدر السابق: ٥٠٧.
(٣) المصدر السابق: ٥٠٨.
(٤) في (أ): كنت.
(٥) المصدر السابق: ٥٠٨.
لا أدري لماذا اعتمد الطبري على راو واحد، ومنه أخذ الكتاب والمؤرخون ووقع ابن الصباغ المالكي في فخ الطبري ونقل الأسطورة الخرافية والتي بطلها عبد الله بن سبأ ولذا قال: حتى إذا تم أمر المعسكرين على الصلح ورأى " السبأيون " أتباع عبد الله بن سبأ ذلك خافوا على أنفسهم من مغبة هذا الصلح فاجتمعوا سرا في سواد الليل يتشاورون، فأوعز إليهم رئيسهم أن يندسوا بين الجيشين، فيهجم من اندس منهم في جيش علي على جيش عائشة، ومن اندس منهم في جيش عائشة يهاجم جيش علي، ويثيروا الحرب فجأة، فراقت لهم الخطة...
إن هذه الأسطورة خرافية وضعها سيف بن عمر قبل سنة (١٧٠ ه‍) وانتشرت ولكن هذا الراوي متهم بالزندقة كما يذكر السيد العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ: ١٧ ولذا أخذ ابن عساكر في موسوعته " تاريخ مدينة دمشق " وابن أبي بكر في " التمهيد والبيان في فضائل الخليفة عثمان " وابن خلدون من تاريخه " المبتدأ والخبر " وسعيد الأفغاني في كتابه " عائشة والسياسة "، وسبق وأن أوضحنا دور مروان بن الحكم في تأجيج الحرب ضمن المصادر التي بأيدينا.
(٦) تاريخ الطبري: ٣ / ٥٠٨.
(٧) تاريخ الطبري: ٣ / 509 ولكنه أورده باسم: الأعور بن بنان المنقري.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست