تريد بإقدامك إلى البصرة؟ فقال: الإصلاح وإطفاء الثائرة لعل الله تعالى يجمع شمل هذه الأمة بنا ويضع حربهم، قال: فإن لم يجيبوا؟ قال: تركناهم ما تركونا، قال: فإن [لم] يتركوا؟ قال: دفعناهم عن أنفسنا، قال: فهل لهم من هذا مثل الذي عليهم؟
قال: نعم (1).
وقام إليه أبو سلام الدلابي (2) فقال: يا أمير المؤمنين أترى لهؤلاء القوم حجة [فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا الله بذلك؟ قال: أفترى لك حجة] بتأخير ذلك؟ قال: نعم، إن الشيء إذا كان [لا] يدرك فإن الحكم فيه ما كان أحوطه (3) وأعمه نفعا، قال: فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غدا بقتالهم؟ قال: إني لأرجو أن لا يقتل منا ومنهم أحد وقلبه مخلص لله تعالى إلا أدخله الله تعالى الجنة (4).
وسار طلحة والزبير وعائشة فالتقوا عند قصر عبيد الله بن زياد (5) فنزل الناس هناك وهم يتراؤون وأقاموا (6) ثلاثة أيام لم يكن بينهم شيء إلا الصلح وهم يتراسلون، وكان نزولهم في النصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين (7)، فقام