الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٠٢
تريد بإقدامك إلى البصرة؟ فقال: الإصلاح وإطفاء الثائرة لعل الله تعالى يجمع شمل هذه الأمة بنا ويضع حربهم، قال: فإن لم يجيبوا؟ قال: تركناهم ما تركونا، قال: فإن [لم] يتركوا؟ قال: دفعناهم عن أنفسنا، قال: فهل لهم من هذا مثل الذي عليهم؟
قال: نعم (1).
وقام إليه أبو سلام الدلابي (2) فقال: يا أمير المؤمنين أترى لهؤلاء القوم حجة [فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا الله بذلك؟ قال: أفترى لك حجة] بتأخير ذلك؟ قال: نعم، إن الشيء إذا كان [لا] يدرك فإن الحكم فيه ما كان أحوطه (3) وأعمه نفعا، قال: فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غدا بقتالهم؟ قال: إني لأرجو أن لا يقتل منا ومنهم أحد وقلبه مخلص لله تعالى إلا أدخله الله تعالى الجنة (4).
وسار طلحة والزبير وعائشة فالتقوا عند قصر عبيد الله بن زياد (5) فنزل الناس هناك وهم يتراؤون وأقاموا (6) ثلاثة أيام لم يكن بينهم شيء إلا الصلح وهم يتراسلون، وكان نزولهم في النصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين (7)، فقام

(١) انظر الطبري في تاريخه: ٣ / ٥٠٩ باختلاف يسير في اللفظ.
(٢) المصدر السابق ولكنه أورده باسم: أبو سلامة الدألاني.
(٣) في (أ): أحرجه.
(٤) المصدر السابق باختلاف يسير في اللفظ.
(٥) تاريخ الطبري: ٣ / ٥١٤، و: ٥ / ١٩٩، و: ١ / ٣١٧٥ ط أوروبا، ولكن الطبري لم يذكر ما دار بينهم من كتب ومحاججات وإنما ذكر بعضها ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ٦٥ ط مصطفى محمد، وابن أعثم في تاريخه: ١٧٣، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٣ / ١٢٢ كما ذكرنا سابقا.
(٦) في (أ): فأقاموا، وفي (ج): أقاموا.
(٧) ذكر الطبري في تاريخه: ٣ / ٥١٤، و: ٥ / ١٩٩، و: ١ / ٣١٧٥ ط أوروبا، نزولهم في النصف من جمادى الآخرة سنة ٣٦ يوم الخميس وليس كما ذكر المصنف سنة ثمان وثلاثين. ويؤيد قول الطبري أيضا الأغاني في: ١٦ / ١٢٦، واليعقوبي في تاريخه: ٢ / ١٨٠، والمسعودي في المروج بهامش ابن الأثير: ٥ / ١٨٨، وابن أعثم في تاريخه: ١٧٥، وأبو مخنف في كتابه (الجمل) برواية ابن أبي الحديد عند شرحه لنهج البلاغة: ٢ / 430، والمستدرك للحاكم: 3 / 371 وغير هؤلاء كثير.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست