الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
فجلس بين يديه فبكى وقال: يا أبت أمرتك بأمر فعصيتني (1) ثم أمرتك (2) وها أنت تقبل غدا بمصبغة (3) من الأرض ولا ناصر لك، فقال له علي (رض): [هات] ما عندك إنك لا تزال تحن حنين الجارية (4) ما الذي أمرتني [به] فزعمت أني عصيتك فيه؟
قال: أمرتك حين أحاط الناس بعثمان أن تعتزل (5) ناحية [عن المدينة] فإن الناس إن قتلوه طلبوك حيث كنت فبايعوك فلم تفعل، ثم قتل عثمان، فلما، أتاك الناس يبايعونك أمرتك بأن لا تفعل حتى يجتمع (6) الناس ويأتيك وفود العرب فلم تفعل،

(1) ذكر ذلك ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 68، والطبري في تاريخه: 3 / 474 أن الحسن بن علي (عليه السلام) قال لأبيه (عليه السلام): قد أمرتك فعصيتني فتقتل غدا بمصبغة لا ناصر لك، فقال علي: إنك لا تزال تحن حنين الجارية وما الذي أمرتني فعصيتك؟ قال: أمرتك يوم أحيط بعثمان (رضي الله عنه) أن تخرج من المدينة فيقتل ولست بها، ثم أمرتك يوم قتل أن لا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الأمصار والعرب وبيعة كل مصر، ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فإن كان الفساد كان على يدي غيرك، فعصيتني في ذلك كله.
قال: أي بني أما قولك لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به، وأما قولك لا تبايع حتى يأتي بيعة الأمصار فإن الأمر أمر أهل المدينة وكرهنا أن يضيع هذا الأمر، وأما قولك حين خرج طلحة والزبير فإن ذلك كان وهنا على أهل الإسلام والله ما زلت مقهورا مذ وليت منقوصا لا أصل إلى شيء مما ينبغي، وأما قولك اجلس في بيتك فكيف لي بما قد لزمني أو من تريدني أتريد أن أكون قبل الضبع...
وذكر الطبري أيضا في: 3 / 476 بأنه قام إليه الحسن فبكى، فقال له علي: قد جئت تحن حنين الجارية، فقال: أجل أمرتك فعصيتني فأنت اليوم تقتل بمصبغة....
وأما ابن قتيبة فيقول: قال له: أما والله كنت أمرتك فعصيتني، فقال له علي: وما أمرتني به فعصيتك فيه؟ قال: أمرتك أن تركب رواحلك فتلحق بمكة المشرفة فلا تتهم به، ولا تحل شيئا من أمره فعصيتني... وسنقف مع هذا القول إن شاء الله تعالى في الفصل القادم.
(2) في (ب): آمرك.
(3) في (أ): بمضيعة.
(4) انظر المصادر السابقة.
(5) في (أ): تعزل.
(6) في نسخة (ج) زاد لفظ " لا يجتمع " وهو خطأ.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649