الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٨٩
ثم إن عليا (رضي الله عنه) كتب إلى أهل الكوفة وسير كتابه مع محمد بن أبي بكر (1)،
(١) محمد بن أبي بكر وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية تزوجها أبو بكر بعد استشهادجعفر بن أبي طالب فولدت له محمدا في حجة الوداع بطريق مكة. ثم نشأ في حجر علي بعد أبيه وشهد معه حرب الجمل وكان على الرجالة وشهد معه صفين، ثم ولاه مصر فدخلها في ١٥ شهر رمضان (٣٧ ه). فجهز معاوية جيشا بقيادة عمرو بن العاص لفتح مصر فتغلب عمرو عليه سنة (٣٨ ه) وقتله معاوية بن خديج صبرا، ثم أدخلوا جسده في بطن حمار ميت وأحرقوه، وعندما بلغ ذلك عائشة بكتبكاء شديدا.
وهي التي خاطبت أم حبيبة أخت معاوية بن أبي سفيان عندما عملت الأخيرة شوت كبشا وبعثت به إلى عائشة تشفيا بقتل محمد بطلب دم عثمان، فقالت عائشة: قاتل الله ابنة العاهرة، والله لا أكلت شواء أبدا، ثم ضمت عياله إليها، ورعت حقه ولم تنسه مدى الحياة، وهو القائل لها بعد أن انتهت معركة الجمل وأدخل رأسه إليها، قالت: من أنت ويلك؟ قال: أبغض أهلك إليك، قالت: ابن الخثعمية؟ قال: نعم، قالت: الحمد لله الذي عافاك...
انظر تذكرة خواص الأمة: ١١٤ ط النجف، التمهيد والبيان: ٢٠٩، الأغاني: ٢١ / ٩، الاشتقاق:
٣٧١، الطبري وابن الأثير وابن كثير في ذكر حوادث سنة (٣٦ ه)، الإصابة حرف الميم: ٣ ق ٢ / ٤٥١، الاستيعاب: ٣ / ٣٢٨، الفتوح لأبن أعثم: ١ / ٤٧٢ وما بعدها، الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ١ / ٥٥ وما بعدها، تهذيب الكمال: ٢٤ / 541 الرقم 5097، شرح النهج لابن أبي الحديد: 3 / 190.