الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٨٦
ينخدع الضبع (1).
ثم إن عليا (رض) كتب من الربذة إلى طلحة والزبير يقول لهما: أما بعد، يا طلحة ويا زبير فقد علمتما (2) أني لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى أكرهوني وأنتما (3) أول من بادر إلى بيعتي، و لم تدخلا في هذا الأمر بسلطان غالب ولا لعرض (4) حاضر، وأنت يا زبير ففارس قريش وأنت يا طلحة فشيخ المهاجرين، ورفعكما (5) هذا الأمر (6) قبل أن تدخلا فيه كان أوسع لكما من خروجكما منه إلا [أن] هؤلاء بنو عثمان هم أولياؤه المطالبون بدمه وأنتما رجلان من المهاجرين وقد أخرجتكما أمكما من بيتها التي أمرها الله تعالى أن تقر فيه، والله حسبكما، والسلام (7).

(١) انظر المصادر السابقة.
(٢) في (د): علمتم.
(٣) في (ب، د) أنتم.
(٤) في (ب): لغرض.
(٥) في (د): ودفعكم.
(٦) في (أ): القبر.
(٧) أورد ابن أعثم في كتابه الفتوح: ١ / ٤٦٨ نص كتاب الإمام علي (عليه السلام) إلى طلحة والزبير هكذا:
أما بعد، فقد علمتم أني لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى أكرهوني، وأنتم ممن أرادوا بيعتي، ولم تبايعوا لسلطان غالب ولا لغرض حاضر، فإن كنتم قد بايعتم مكرهين فقد جعلتم إلي السبيل عليكم بإظهاركم الطاعة وكتمانكم المعصية. وأنت يا زبير فارس قريش، وأنت يا طلحة شيخ المهاجرين ودفعكم هذا الأمر قبل أن تدخلوا فيه كان أوسع لكم من خروجكم منه بعد إقراركم. وأما قولكم: إني قتلت عثمان بن عفان فبيني وبينكم من يحلف عني وعنكم من أهل المدينة ثم يلزم كل امرء بما يحتمل، وهؤلاء بن وعثمان بن عفان فليقروا بطاعتي ثم يخاصموا قتلة أبيهم إلي، وبعد فما أنتم وعثمان قتل مظلوما كما تقولان أنتما رجلان من المهاجرين وقد بايعتموني ونقضتم بيعتي، وأخرجتم أمكم من بيتها الذي أمرها الله تعالى أن تقر فيه، والله حسبكم، والسلام.
أما نص الكتاب الذي أرسله الإمام علي (عليه السلام) إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي فقد ذكره أبو جعفر الإسكافي في كتاب " المقامات " في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكما جاء في نهج البلاغة صبحي الصالح: الكتاب رقم ٥٤ / ٤٤٥:
أما بعد، فقد علمتما - وإن كتمتما - أني لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى بايعوني.
وإنكما ممن أرادني وبايعني. وإن العامة لم تبايعني لسلطان غالب ولا لعرض حاضر، فإن كنتما بايعتماني طائعين فارجعا وتوبا إلى الله من قريب، وإن كنتما بايعتماني كارهين فقد جعلتما لي عليكما السبيل بإظهاركما الطاعة وإسراركما المعصية. ولعمري ما كنتما بأحق المهاجرين بالتقية والكتمان، وإن دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه كان أوسع عليكما من خروجكما منه، بعد إقراركما به، وقد زعمتما أني قتلت عثمان، فبيني وبينكما من تخلف عني وعنكما من أهل المدينة، ثم يلزم كل امرئ بقدر ما احتمل، فارجعا أيها الشيخان عن رأيكما، فإن الآن أعظم أمركما العار، من قبل أن يتجمع العار والنار، والسلام. وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد: ٥ / ٩٥ لتجد عين هذا اللفظ، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٨١ خطبة ٩٠ شرحه في بهج الصباغة فصل ٣٠ عنوان ٨.
ولكن لا ندري ممن جاء ابن أعثم وغيره وبهذا الكلام؟! وإنما نقول: إن هؤلاء تهالكوا على نقل كل كلام فصيح منسوب إليه (عليه السلام) وان الخصم قد يحتال ويزور على لسانه (عليه السلام) بتزويق كلامه، وهذا ما لاحظناه في خطبة ٩٠ و ١٦٦ و ٢٦٦ وكما هو هاهنا في خطبة ٦ لما أشير عليه بأن لا يتبع طلحة والزبير، وقد ينسب إليه (عليه السلام) ما لغيره أو ما روي عنه في المنام كما في حكمة ٤٠٦ في نهج البلاغة: ٤ / ٩٥. كما أنه قد ينسب الشيء إلى غير محله، أو قد يحرف لعدم تدبره أو لسقم نسخة مستنده.
وقد شرح الكتاب جمع كثير فمن أراد الوقوف عليها فليراجع الذريعة: ١٤ / ١١٣ - ١٦٠ من أمثال شرح النهج لابن أبي الحديد وشرح النهج لابن ميثم وشرح النهج للعلامة الخوئي والراوندي المسمى بمنهاج البراعة وشرح أبي الحسن الكيدري وشرح البيهقي إلى غير ذلك من الشروح.
ولكن المصنف له العذر في ذلك لأن الشيخ المفيد في الإرشاد: ٢٣٣ الفصل ١٦ من الباب ٣ وتذكرة الخواص: ب ٤ / ٦٩ وكشف الغمة: ٣ / ٣٢٤ باب المناقب وغيرها نقل مثل هذا الكلام، وهو بالتالي يعطي نفس المعنى، ولكن نحن توخينا الدقة في النقل والمصادر، فعلينا أن نكتب وننقل مما جاء به على لسانه (عليه السلام) وليس لدينا وسيلة أخرى غير كتاب نهج البلاغة المجمع على صحته.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649