الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٥٧
أثوابه الزرد المضاعف نسجه * لكنه بالزاغبية مخمل (1) يحيي المنية منه طعن أنجل * برح محاجره وضرب أهذل (2) نهنهت سورته بقلب قلب * ثبت يحالفه صقيل مصقل صلى عليك الله من متسربل * قمصا بهن سواك لا يتسربل (3) وجزاك خيرا عن نبيك إنه * الفاك ناصره الذي لا يخذل سمعا أمير المؤمنين قصائدا * يعنو لها بشر ويخضع جرول (4)

1 المضاعف الذي نسج على حلقتين والزاغبية الرماح، قال الخليل هي منسوبة إلى زاغب وقد جعل الرماح كالمخمل لهذا الزرد والمخمل هدب الثوب وهذا نظر فيه إلى قول المتنبي:
وملمومة زرد ثوبها * ولكنه بالقنا مخمل 2 يحيى المنية أي يثيرها وينشرها والأنجل الواسع وبرح جمع برحاء وهي العين الواسعة كالنجلاء واستعار المحاجر لمواضع الطعن. والأهذل المسترخي إلى أسفل. نهنهت كففت. وسورته حدته والقلب الذي تقلب في الأمور وخبرها والثبت الثابت. ويحالفه يتابعه كأنه حلف من متابعته فيما يريد منه. والصقيل السيف والمصقل القاطع.
3 الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الدعاء ومنا ذات الركوع والسجود وهي في اللغة الدعاء. والمتسربل اللابس واستعار لفظ القمص جمع قميص لما اشتمل عليه أمير المؤمنين عليه السلام من القصائد التي قصر عنها غيره وانقطع دونها سواه والجار والمجرور في قوله متسربل في موضع نصب على التمييز وقمصا قنصوبة بمتسربل وسواك مبتدأ والجملة المنفية خبر عنه وبهن تتعلق بيتسربل.
4 سمعا منصوب على المصدر وأمير المؤمنين نداء مضاف وقصائد منصوبة بالمصدر والجملة بعدها صفتها ويعنو يذل ويخنع. وبشر بن أبي حازم شاعر معروف. وجرول اسم الحطيئة الشاعر وسمي بحطيئة لقصره قوله الدر جعل ألفاظها أصلا للدر وتفصيل الدر يحسنه بأن يجعل بين كل درتين خرزة، قوله هي دون مدح الله أجاد وأحسن في كل ما قاله عظم الله ثوابه وحشره مع أحبته والحمد لله رب العالمين.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست