الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٢٦
فكان وكانوا كالقطامي ناهض البغاث فصرى شلوه في الأظافر (1) سرى نحوهم رسلا فسارت قلوبهم من الخوف وخدا نحوه في الحناجر (2) كأن ظبات المشرفية من كرى * فما يبتغي إلا مقر المحاجر (3) فلا تحسبن الرعد رجس غمامة * ولكنه من بعض تلك الزماجر (4)

١ القطامي بضم القاف وفتحها الصقر والبغاث بضم الباء وفتحها وكسرها كل ما لا يصيد من الطير وقيل هو الطائر بعينه أبغث أي أغبر. وشلوه جسده شبه أمير المؤمنين عليه السلام بالصقر وشبه ذلك العسكر الموصوف بالبغاث والصقر إذا ظفر بالبغاث مزق لحمه وسيل دمه.
٢ الرسل: السير السهل ومنه قولهم على رسلك أي على هنيتك. والوخد السير السريع والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم يعني أنه عليه السلام سرى إليهم متأنيا فصعدت قلوبهم إلى حناجرهم مسرعة إليه خوفا منه.
٣ الضبات الحدود. والمشرفية السيوف وقد تقدم ذكرها. والمحاجر جمع محجر وهو ما حول العين ومقر المحاجر هي الرؤوس شبه حدود السيوف بالنوم الذي لا يحمل إلا بالرؤوس.
٤ الرجس الصوت. والزماجر: صياح الرجال في الحرب. والوميض لمع البرق والفاقر يريد به الفاقرة وهي الداهية. والمزن جمع مزنة وهي السحابة. وتهمي تسيل. والأوطف السحاب الداني من الأرض لامتلائه بالماء. والهامر السائل يقول إن زماجير الرجال هي الرعد الحقيقي ووميض ذي الفقار هو البرق الحقيقي وغيث السحب هو جود كفه وفيض كرمه والرعد والبرق والغيث المعهود ليس له في الوجود حقيقة فهو مطروح عن درجة الاعتبار وهذا من المبالغة في الوصف.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست