الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٢٥
ولو رام كسف الشمس كور نورها وعطل من أفلاكها كل دائر (1) هو الآية العظمى ومستنبط الهدى * وحيرة أرباب النهى والبصائر (2) رمى الله منه يوم بدر خصومه * بذي فذذ في آل بدر مبادر (3) وقد جاشت الأرض العريضة بالقنا فلم يلف إلا ضامر فوق ضامر (4) فلو نتجت أم السماء صواعقا * لما شج منها سارح رأس حاسر (5)

١ كور نورها أي لفه كما تكور العمامة أي تلف على الرأس.
٢ الآية: العلامة وهو عليه السلام دليل الله الأعظم على كل مؤمن ومنافق بمحبته وعداوته ومستنبط مستخرج ولما كان سرا من أسرار الله لا تدركه الأفكار وبحرا من بحار العلم لا تقع على ساحله الأبصار، وكان فيه من الفضائل ما لا يطلع على كنهه إلا الله تعالى لا جرم تقطعت فيه أنفاس الواصفين فلهذا جعله حيرة أرباب النهى والبصائر.
3 أي يوم وقعة بدر وهو اسم ماء كانت عنده الوقعة قوله بذي فذذ أي بسهم ذي فذذ وهي جمع فذة وهي الواحدة من ريش السهم والمبادر المسرع والضمير في منه يعود إليه عليه السلام وفي خصومه يجوز أن يعود إليه وأن يعود إلى الله تعالى جعله سهما لله تعالى رمى أعداءه به عليه السلام.
4 جاشت اضطربت، وجاشت القدر إذا غلت، والضامر الأول الراكب والثاني الفرس والضمور محمود فيهما لأنه يدل على الخفة.
5 السماء: المطر، قال الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم * رعيناه ولو كانوا غضابا وأمه أصله وهو السحاب وشج جرح والسارح الساقط. والحاسر الذي لا درع عليه ولا مغفر، ويريد أن الجيش بأسره في الدروع والبيض حتى لو سقطت صاعقة لما جرحت رأس أحد منهم.
(١٢٥)
مفاتيح البحث: معركة بدر (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست