الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩٨
وفضلا جليلا إن ونى فضل فاضل * تعاقب إدلاج عليه وتأويب (1) لذا تك تقديس لرمسك طهرة * لوجهك تعظيم لمجدك ترجيب (2) تقيلت أفعال الربوبية التي * عذرت بها من شك إنك مربوب (3) وقد قيل في عيسى نظيرك مثله * فخسر لمن عادى علاك وتتبيب (4) عليك سلام الله يا خير من مشى * به بازل عبر المهامه خرعوب (5)

1 الادلاج سير الليل. والتأويب سير النهار يريد أن فضله عليه السلام يتعاقب عليه الليل والنهار بالزيادة فلا ينقطع ولا ينقص إذا وفي فضل غيره نقص بل فضله في الزيادة دائما.
2 الذات عبارة عن الحقيقة في اصطلاح المتقدمين. والتقديس التطهير. والرمس تراب القبر وهو في الأصل مصدر يقال رمست الميت إذا دفنته. والترجيب التعظيم وبه سمي شهر رجب معظما.
3 تقيلت أي اشبهت يقال تقيل فلأن أباه إذا أشبهه وذلك لأنه عليه السلام كان يصدر عنه ما لا يصدر عن البشر كالحكم بالمغيبات وغير ذلك، وقوله عذرت بها يريد بها المبالغة والمجاز إذ العذر الحقيقي في هذا كفر، والمعنى لو جاز أن يعذر لعذرته ومثل هذا كثير في كلامهم.
4 التتبيب الخسران والهلاك، وقوله في عيسى نظيرك جعله في هذا البيت نظير عيسى وفي الذي قبله فضله على موسى وكلاهما من أولي العزم فلا يرجح أحدهما على الآخر فيكون أمير المؤمنين أفضل منه ويمكن أن يكون المراد به نظيره في صفة خاصة اقتضت ادعاء الربوبية فيه.
5 البازل: الجمل المسن، بزل البعير يبزل بزولا شق نابه فهو بازل ذكرا كان أو أنثى وذلك في السنة التاسعة والجمع بزل وبزل وبوازل، والبازل أيضا اسم السن التي طلعت ويقال جمل عبر أسفار بضم العين وكسرها إذا كان قويا على السفر معتادا عليه والخرعوب الطويل. الحسن الخلق. ويغشي يؤتى. ويترف ينعم. والقرضوب الفقير.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست