الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩٩
ويا خير من يغشى لدفع ملمة * فيأمن مرعوب ويترف قرضوب ويا ثاويا حصباء مثواه جوهر * وعيدانه عود وتربته طيب (1) تكوس به غر الملائك رفعة * ويكبر قدرا أن تكوس به النيب يحل ثراه أن يضرجه الدم * المراق وتغشاه الشوى والعراقيب ويا علة الدنيا ومن بدو خلقها * له وسيتلو البدو في الحشر تعقيب (2)

١ الثاوي المقيم والمثوى موضع الإقامة والحصبا الحصى وكاس البعير إذا مشى وهو معرقب واستعارة ذلك للملائكة فيها كلفة أو الغر جمع أغر وهو الحسن. والنيب جمع ناب وهي المسنة من النوق. والدم المراق المصب. والشوى جمع شواة وهي جلدة الرأس وكانت العرب تنحر الإبل على قبور الأشراف منهم إكراما لهم وكانوا إذا أرادوا نحر الناقة عرقبوها، قال الجوهري عرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يديها فتكوس أي تمشي على ثلاث قوائم.
يقول إن قبر أمير المؤمنين عليه السلام يجل أن تنحر الإبل لتحبس بالدم ويلقى عليها عراقيب النيب وشواها بل الملائكة هي التي تكوس به عوضا عن النيب.
2 علة الدنيا سبب وجودها وقد وردت الأخبار بأن الأئمة سبب وجودها وقد تلكم السيد المرتضى علم الهدي في هذا المعنى فقال إذا كان الله عالما بأن اللطف في تكليف الأمم بنبوة نبينا وإمامة أئمتنا ما جازى الله تعالى ولا كلف ولا أثاب ولا عاقب لأن كونهم ألطافا في التكليف لا ينوب غيرهم مقامهم يقتضي ذلك.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست