الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٠
ويا ذا المعالي الغر والبعض محسب * دليل على كل فما الكل محسوب (1) ظننت مديحي في سواك هجاءه * وخلت مديحي أنه فيك تشبيب (2) وقال له الرحمن ما قال يوسف * عداك بما قدمت لوم وتثريب (3)

1 المعالي معناه كما سبق. والغر جمع غراء وهي الواضحة المشهورة. ومحسب كاف يعني أنا لما رأينا بعض فضائله لا تحصى كثرة اكتفينا بذلك البعض واستدللنا به على أن الكل أبلغ وأعظم من أن يحصى أو يدخل في الحساب.
2 يعني أن الناظم إذا مدح غير علي عليه السلام مدحه تكلفا بما ليس فيه فكأنه هجاه لأنه نسبه إلى شئ لم يفعله وأما مدحه لأمير المؤمنين فهو موضوع في موضعه عن محبة صادقة فكأنه يصف معشوقه له كما التذ خاطره وسر قلبه والتشبيب وصف المرأة المحبوبة.
3 التثريب التعبير والمبالغة في اللوم وهو الثرب كالشغف من الشغاف يعني أن لسان الرحمة الإلهية خاطبه بما خاطب به يوسف إخوته حيث قال لهم " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " وذلك بسبب ما قدمه من ولاية أهل البيت عليهم السلام و مدائحهم.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست