الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٩
يزاحمه جبريل تحت عباءة * لها قيل كل الصيد في جانب الفرا (1) حلفت بمثواه الشريف وتربة * أحال ثراها طيب رياه عنبرا (2) لأستنفذن العمر في مدحي له * وإن لامني فيه العذول فأكثرا
١ يريد بالعباء الكساء الذي ألقاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهل البيت عليه السلام يوم المباهلة وقرأ قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي حق والتف جبرائيل معهم بجانب الكساء وقال وأنا منكم فهذا معنى قوله يزاحمه جبريل إلخ، والحديث المذكور رواه أحمد بن حنبل وأما قوله كل الصيد في جانب الفرا فالمثل المذكور كل الصيد في جانب الفراء، والفراء بالهمزة حمار الوحش وبعضهم لا يهمزه حكاه المبرد وجمعه على القولين فرا كجبل وجبال، وإنما خفف ضرورة وذلك أن حمار الوحش أصعب الصيد وأشقه معالجة وتحصيلا فكان الصيد جميعه في جوفه إذا حصل فقد حصل الصيد كله والصيد هنا بمعنى المصيد فضرب هذا المثل للسيارة لأن جميع الشرف في ضعفها.
2 المثوى الموضع، والريا الريح الطيبة لأستنفذن يعني لأستفرغن، نفذ الشئ بكسر الفاء إذا فرغ وفنى، والمعنى ظاهر.