الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٣
رميت أبا سفيان منها بجحفل * إذا قيس عدا بالثرى كان أكثرا (1) يدبره رأي النبي وصارم بكفك أهدى في الرؤوس من الكرى (2) فطار إلى أعلى السماء تصاعدا * فلما رأى أن لا نجاة تحدرا (3) وحاذر غربي مشرفي مذكر * هززت فألقى المشرفي المذكرا وأعطى يدا لم يعطها عن محبة * وقول هدى ما قاله متخيرا فكنت بذاك العفو أولى وبالعلى * أحق وبالإحسان أحرى وأجدرا

1 الضمير في منها يعود إلى الكماة. والجحفل الجيش العظيم. والثرى تراب الندى وأبو سفيان هو صخر بن حرب وكان من رؤساء مشركي قريش فلذا خصه بالذكر.
2 الهاء في يدبره للجحفل وجعل سيف أمير المؤمنين أكثر هداية إلى الرؤوس من الكرى وهو النوم وهذا مبالغة وجعل مدار هذا الجيش على تدبير النبي صلى الله عليه وآله وشجاعة الأمير عليه السلام.
3 الضمير في فطار يعود إلى أبي سفيان يعني أنه بالغ في الهزيمة فلما عرف أنه لا ينجو رجع ونطق بكلمة الاسلام حقنا للدم وبايع بيده مكرها لا مختارا وكان أبو سفيان أمير المنافقين وكذا ابنة معاوية فرعون أمير المؤمنين عليه السلام وقوله غربي أي حدي. والغرب الحد. المشرفي سيف منسوب إلى الشارف وهي قرية من أرض العرب تدنو من الريف وسيف مشرفي ولا يقال مشارفي لأن الجمع لا ينسب إليه وسيف مذكر أي ذو ماء، قال أبو عبيدة هي سيوف شفراتها حديد ذكر ومتونها أنثى والأنثى خلاف الذكر يقول لما نطق أبو سفيان بكلمة الاسلام تركه أمير المؤمنين وعفا عنه والأولى والأحق والأحرى والأجدر كله بمعنى واحد.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست