الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩٤
فلله عينا من رآه مبارزا * وللحرب كأس بالمنية مقطوب (1) جواد علا ظهر الجواد وأخشب * تزلزل منه في النزال الأخاشيب (2) وأبيض مشطوب الفرند مقلد * به أبيض ماضي العزيمة مشطوب (3) أجدك هل تحيا بموتك إنني أرى الموت خطبا وهو عندك مخطوب (4) دماء أعاديك المدام وغابة الرماح * ظلال والنصاب أكاويب (5)
١ قوله فلله عينا تعجب ومقطوب ممزوج واستعار لفظ الكاس للحرب ورشح بكونه ممزوجا بالموت نظرا إلى كراهة طعمه ومرارة مذاقه.
٢ الجواد الأول الكريم يريد به علي عليه السلام والجواد الثاني السريع من الخيل والأخشب الجبل الغليظ وأطلق لفظه على أمير المؤمنين عليه السلام لشدته وقوة بأسه.
والأخاشيب الجبال وعلا بخطه فعل ماض.
٣ الأبيض السيف والفرند جوهره، قال الجوهري وابن الفارس شطب السيف طرائقه التي في متنه والواحدة شطبة وسيف شطب ولم يقولا مشطوب و لعل الناظم وقف عليه واستعمله وجعل عليا كالسيف الذي يقلد به مجازا وفي جعله مشطوب كلفة وجاء في اللسان في مادة شطب سيف مشطب ومشطوب.
٤ أجدك بكسر الجيم وفتح حكاه الجوهري قال الأصمعي معناه أبجد منك هذا ونصب على طرح الباء وقال أبو عمرو: أجدا منك ونصب على المصدر.
٥ الغابة الشجر الملتف. والأكاويب جمع كوب وهو كوز لا عروة له يقول إن الموت خطب عظيم وأنت تقصده كأن في الموت حياة لك، واستعار لفظ المدام للدم وجعل الظل ظل الرماح واستعار لفظ أكاويب للنصال تشبيها له في إقباله على سفك الدماء وابتهاجه بمصادمة القرناء كإنسان حفت به المسرات ودارت عليه الكاسات فهو جذل الفؤاد حريص على الازدياد وهذا المدح على طريقة العرب وإلا فأمير المؤمنين يرى الموت في الجهاد حقيقة.