الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩٧
حنانيك فاز العرب منك بسؤدد * تقاصر عنه الفرس والروم والنوب (1) فما ماس موسى في رداء من العلى * ولا آب دكرا بعد ذكرك أيوب (2) أرى لك مجدا ليس يجلب حمده * بمدح وكل الحمد بالمدح مجلوب (3)
1 حنانيك أي رحمة بعد رحمة والحنان الرحمة ونصبه نصب المصدر ولفظه لفظ التثنية والمراد به التكثير لا التثنية الحقيقية وفوز العرب بسؤدد أمير المؤمنين لكونه منهم فشرفوا به فالعرب منهم أولاد سام بن نوح والروم النوبة أولاد حام بن نوح عليه السلام وسام وحام ويافث آباء الناس أجمعين فعلي عليه السلام أفضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وآله 2 ماس إذا تبختر في مشيه وفي هذا البيت تصريح بتفضيله عليه السلام على الأنبياء والمعنى أن موسى عليه السلام لم يشتمل على علاء كامل بل علاك أكمل ولم يرجع أيوب بذكر ما آبه بل ذكرك آبه، وآب إذا رجع وخص موسى بشجاعته وأيوب بصبره.
3 أراد أن مجده عليه السلام لا يستجلب له الحمد بالمدح و الثناء كما جرت العادة وذلك لزيادة كما له وغنائه عن غير الله تعالى ورسوله وأيضا لعدم حبه الاطراء والمدح ولقصور ذلك عن جليل قدره وشريف منزلته هذا مع أن الحمد إنما يستجلب لغيره بالثناء والمدح وذلك لانحطاطه عن الأوصاف العالية وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرحه أن الحمد والمدح يترادفان لا فرق بينهما فعلى قوله كيف يكون الشئ مستجلبا لنفسه ويمكن أن يراد بالحمد والشكر الخاص الذي لا يؤدي حق حمده ونعمته بالثناء والمدح حسب العوائد.