* (الشبهة الثانية) * أن إخوة يوسف وصفوا أباهم بالضلال بقوله: (إن أبانا لفي ضلال مبين) * (الجواب) * ليس المراد بالضلال عن الدين بالإجماع بل المراد العدول عن الصواب * [فإن قلت] لما وصفوه بذلك فقد قدحوا في عصمته واعتقدوا أنه غير مصيب في أحكامه ومن اعتقد في الرسل ذلك كفر فيلزم القول بكفر إخوة يوسف * (قلت) * الحكم بالإسلام والكفر شرعي فلعل ذلك لم يكن كفرا في دينهم، أو يقال مرادهم وصف يعقوب بالغلو في الحب. وذلك غير مقدور له. فلم يكن وصفهم أباهم بذلك قدحا في عصمته * [الشبهة الثالثة] فلم أرسل يوسف مع إخوته مع خوفه عليه منهم بقوله تعالى (وأخاف أن يأكله الذئب) وهل هذا إلا تغريرا؟ * (الجواب) * لا يمتنع أن يعقوب عليه السلام لما رأى في بنيه من الإيمان والعهود والاجتهاد في حفظ يوسف ظن السلامة وربما ظن أنه لو لم يرسله معهم مع مبالغتهم في إظهار الحب لاعتقدوا في يعقوب عليه السلام أنه يتهمهم على يوسف ويصير ذلك سببا للوحشة العظيمة فلهذه الدعاوى بعثه معهم * * (الشبهة الرابعة) * لم أسرف يعقوب عليه السلام في الحزن والبكاء حتى ابيضت عيناه ومن شأن الأنبياء التجلد والتصبر؟ * * (الجواب) * التجلد على المصائب وكظم الحزن مندوب وليس بواجب، وترك المندوب ليس بمعصية، على أن يعقوب عليه
(٥٢)