لا يقال: إما أن يقال إنه كان مأذونا أو غير مأذون، فإن كان الثاني كان إقدامه عليه ذنبا لأنا نقول لعله لم يكن مأذونا فيه شرعا إلا أنه بحكم أن الأصل في الأشياء الإباحة اعتقد جواز تلك المجادلة فإنه لما نهى عنه سكت عنه * [قصة يعقوب عليه السلام] [وفيها شبه] [الأولى] قالوا لم رجح يعقوب عليه السلام يوسف على إخوته في التقريب والمحبة مع علمه إفضاء ذلك الترجيح إلى الحسد والمفاسد العظيمة؟
[الجواب] من وجهين: [الأول] لا نسلم أنه رجح يوسف على إخوته في الاكرام، بل كان راجحا في المحبة وميل الطبع وذلك غير مقدور له فلا يكون مكلفا بتركه * [الثاني] هب أنه عليه السلام رجحه في الاكرام لكن لا نسلم علمه بأداء ذلك الترجيح إلى المفسدة، فلعله رأى من سداد إخوته وجميل ظاهرهم ما غلب على ظنه أن ترجيحه لا يفضى إلى شئ من المفاسد فإن الحسد وإن كان راسخا في الطبع إلا أن كثيرا من الناس يحترزون منه ويجتنبونه *