لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) ثم ذكر العلة وقال (فلما قضى زيدا منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) فأخبر الله عز وجل أن الرسول صلوات الله عليه وآله فعل ذلك ليعلم المسلمين أن الزواج أدعيائهم عليهم حلال تزويجهن بعد مفارقتهن وأنهن لسن كأزواج الأنبياء اللاتي حرمهن الله على الآباء وكان عبد شمس بن عبد مناف أخا هاشم بن عبد مناف قد تبنى عبدا له روميا يقال له أمية فنسبه عبد شمس إلى نفسه فنسب أمية بن عبد شمس فدرج نسبه كذلك إلى هذه الغاية. فأصل بني أمية من الروم ونسبهم في قريش وكذلك أصل الزبير بن العوام بن أسيد بن خويلد كان العوام عبدا لأسيد بن خويلد فتبناه ولحق بنسبه، ولم يكن غرضنا ذكر مثل هذا ولكن عرض ذكره في هذا الموضع فذكرنا هذا المقدار منه استشهادا به على غفلة كثير من الناس عن معرفة الحقيقة في الأنساب وغيرها وكان السبب في ذكرها هذا كله ما أردناه من بيان البنتين المنسوبتين عند العامة إلى رسول الله (ص) فقد شرحنا خبرهما ووصفنا حالهما بما فيه كفاية ومقنع ونهاية (1)
(٧٦)