بها وهي بدعة في الاسلام عظيمة الذكر فظيعة الشر لأنه لا يخلو من أن يكون في تلك المصاحف ما هو في هذا المصحف أو كان فيها زيادة عليه فإن كان فيها ما هو في أيدي الناس فلا معنى لما فعله بها والطبخ لها إذا كان جائزا أن يكون عند قوم بعض القرآن في بعض الصحف من غير أن يكون عنده القرآن كله، وإن كان فيها زيادة على ما في أيدي الناس فقصده لذهابه منع جميع المسلمين منه، فقد قصد إلى إبطال بعض كتاب الله وتعطيل بعض شريعته ومن قصد إلى ذلك فقد حق عليه قول الله تعالى (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة تردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) هذا مع ما يلزم فيه من الحجة أنه لم يترك ذلك تعمدا إلا وفيه ما يكرهه ومن كره ما أنزل الله تعالى في كتابه حبط جميع عمله كما قال الله تعالى " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " وما أحد يستحق هذه الآية فيه أحق ممن قصد لي صحف القرآن فطبخها بالماء وغسلها معطلا لما كان فيها من القرآن مع إجماع أهل القبلة والآثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هو القرآن كله وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس هو في أيدي الناس، وهذا مما ألحقه ما قلناه أنه كان في تلك الصحف شئ من القرآن كرهه عثمان فأزاله من أيدي الناس، وكفى بذلك شاهدا على عناده لله ولرسوله (ص) ومنها ابن عمار بن ياسر رضي الله عنه قام يوما في مسجد رسول الله ص وعثمان يخطب على المنبر فوبخ عثمان على شئ من أفعاله فنزل عثمان من المنبر إليه ووكزه برجله وألقاه على ظهره وجعل يدوس بطنه برجله وأمر أعوانه بذلك حتى غشي عليه وعثمان يغري عليه ويشتمه، هذا مع ما روو
(٥٣)