يسمى كل واحد منهما بعلي أحدهما أكبر من الآخر فقتل أحدهما معه بكربلا وبقي الآخر والعقب كله من الباقي منهما من غير خلاف في ذلك، ثم اختلف ولده فيه ما بين الأصغر والأكبر فمن كان من ولد الحسين (ع) قائلا في الإمامة بالنصوص يقول إنه من ولد علي بن الحسين الأكبر وإنه هو الباقي بعد أبيه وإن المقتول هو الأصغر منهما، وهو قولنا وبه نأخذ وعليه نعول وإن علي بن الحسين الباقي كان في اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام من أبناء ثلاثين سنة وإن ابنه محمدا الباقر كان يومئذ من أبناء خمس عشرة سنة وكان المقتول هو علي بن الحسين الأصغر من أبناء اثنتي عشرة سنة جاهد بين يدي أبيه حتى قتل والفرقة الأخرى وهم الذين يقولون بمذهب الزيدية منهم من يقول إن العقب من الأصغر وإنه كان في اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) من أبناء سبع سنين ومنهم من يقول أربع سنين وعلى هذا النسابون من العوام وهو عندنا قول فاسد ومشايخنا كلهم من أهل العلم من الإمامية من العلوية وغيرهم من الشيعة على خلاف هذا القول الأول فلينظر ذو الفهم إلى هذا الاختلاف الذي وصفناه من ولد الحسين (ع) مع جلالة نسبهم وعظيم قدرهم في جميع ولد آدم وقربه من عدد الآباء، فلم يكن فيهم من الحفظ لهذا النسب العالي العظيم الشريف الذي يتمنى جميع الناس أن يكونوا منه ولا يتمنى أهل أن يكونوا من أحد من أهل البريات ما يحيطون بمعرفته على حقيقته حتى لا يجهلوا جدهم الذي ينتسبون إليه أي الأخوين الأكبر والأصغر وإنما أكثر ما بينهم وبينه (ع) من الآباء إلى عصرنا هذا ما بين ستة إلى سبعة فذهب عنهم أو عن أكثرهم معرفة من هم من ولده من الأخوين مع ما وصفناه من قرب النسب وشرفه وعلوه أتعجب أن يذهب على ولد هند ابن أبي هند معرفة جدتهم حين جهلوها من الأختين فلا يعرفونها أهي خديجة أم أختها هالة، هذا مع ما كان من سلفهم فيه من الرغبة في الافتخار والشرف على قومهم
(٧١)