داره (1) فهل هذا منه إلا خلاف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومضاده لفعله فهل يستجيز الخلاف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمضادة لأفعاله إلا خارج عن الدين برئ من الاسلام، وهل ظن ذو فهم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طرد الحكم ولعنه وهو مؤمن وإذا لم يكن مؤمنا فما الحال الذي دعا عثمان إلى رده والاحسان إليه وهو رجل كافر لولا أن يتعصب لرحمه ويكون يكفر في دينه فحقت فيه الآية في وعيد الله عز وجل من سورة المجادلة حيث قال جل من قائل " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " ولعمري لو كان عثمان يؤمن بالله واليوم الآخر ما ود من حاد الله ورسوله. فلم يطرد الرسول " ص " الحكم من جواره إلا وقد ثبت أنه كان من الذين يحادون الله ورسوله (ص) ومنها أنه جمع ما كان عند الناس من صحف القرآن فلم يترك عند أحد صحيفة فيها شئ من القرآن إلا أخذها منه غير عبد الله بن مسعود فإنه امتنع من دفع صحيفته إليه فطالبه بدفعه فأبى فضربه حتى كسرت منه ضلعان
(٥١)