وغيرهم بمناسبة رسول الله (ص) والقرابة من ذوي أرحام الرسول (ص) فانتسب منتسبهم إلى خديجة ليثبت له خؤلة ولد رسول الله (ص) إما جهلا من المنتسب الأول منهم بنسبه على ما وصفناه من جهل أكثر ولد الحسين (ع) معرفة نسبهم في علي بن الحسين (ع) وذلك أحسن أحوال المنتسبين من ولد هند إلى خديجة وإما قصدا منه وتعمدا على معرفته بذلك طلبا للافتخار لما وصفناه من الخؤلة لولد رسول الله (ص) وذلك أنكر لدين الفاعل منهم وادعى إلى كشف باطلهم عند ذوي المعرفة فاتبعه على ذلك الخلف منهم فدرجوا على هذه الغاية فهم على جهلهم وضلالهم عن معرفة جدتهم من الأختين خديجة أو هالة، وهذا غير مستنكر عند ذوي الفهم من جهلهم وذلك لغلبة الجهل على عوام الناس وقلة معرفة كثير منهم بالأنساب وذوي الأحساب حتى أن اليمن كلها مجمعة في نسبهم إلى قحطان ثم يزعمون أن قحطان ابن عابر فلا يدرون من ولد (1) عابر حتى قالوا إن عابر هو هود النبي عليه السلام وزعمت اليمن والنسابون من العوام أن إسماعيل بن إبراهيم تعلم العربية من جرهم. وهم قبيلة من العرب من اليمن كانت نازلة بمكة وحولها، وقد ألف ذلك من العامة في كتاب المبتدأ وغيره من كتب أيام الناس وذكر الأنساب فأخرجوا بهذا القول الفاسد نبيهم إسماعيل بن إبراهيم وولده من العرب وهم لا يعلمون بذلك أنه إذا جاز أن يكون إسماعيل بن إبراهيم تعلم العربية من قوم قد سبقوه بالكلام منها ودرست على ذلك منهم قرون فصارت لهم في العربية قبائل من قبل أولاد إسماعيل وغير إسماعيل فلم يكن أبوه إبراهيم من العرب، وكان إبراهيم (ع) بإجماع الفرق على غير لسان العرب ثم تعلم إسماعيل بزعمهم في ذلك العربية من العرب الذين سبقوه بلسان العربية من أولاد الأعاجم فهو عربي على هذا القياس وهذه العلة، أو إن إسماعيل لم يكن
(٧٢)