الاستغاثة - أبو القاسم الكوفي - ج ١ - الصفحة ٧٩
منها فزوجه العباس بعد مدة يسيرة فحملوها إليه (1) وأصحاب الحديث *

(١) هذا رأي صاحب الكتاب في وجه تزويج علي عليه السلام ابنته أم كلثوم من عمر، وقال الشيخ الجيل المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى سنة ٤١٣ في جواب المسألة العاشرة من المسائل السروية لما سأله السائل عن حكم ذلك التزويج (ما نصه) إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من عمر غير ثابت وطريقه من الزبير ابن بكار وطريقه معروف لم يكن موثوقا به في النقل وكان منهما فيما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين عليه السلام وغير مأمون فيما يدعيه عنهم على بني هاشم، وإنما نشر الحديث إثبات أبي محمد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه فظن كثير من الناس أنه حق لرواية رجل علوي له وهو إنما رواه عن ابن الزبير كما روى الحديث نفسه مختلفا (فتارة) يروى أن أمير المؤمنين عليه السلام تولى العقد له على ابنته " وتارة " يروي عن العباس إنه تولى ذلك عنه " وتارة " يروي أنه لم يقع العقد إلا بعد وعبد من عمر وتهديد لبني هاشم " وتارة " يروي أنه كان من اختيار وإيثار، ثم بعض الرواة يذكران عمرا ولدها ولدا سماه زيدا (وبعضهم) إن لزيد بن عمر عقبا " ومنهم " من يقول إنه قتل ولا عقب له (ومنهم) من يقول إنه وأمه قتلا (ومنهم) من يقول إن أمه بقيت بعده " ومنهم " من يقول إن عمرا مهر أم كلثوم أربعين ألف درهم (ومنهم) من يقول أمهرها أربعة آلاف درهم (ومنهم) من يقول كان مهرها خمسمائة درهم، وبدء هذا القول وكثرة الاختلاف يبطل الحديث ولا يكون له تأثير على حال ثم إنه لو صح لكان له وجهان لا ينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام (أحدهما) إن النكاح إنما هو على ظاهر الاسلام الذي هو الشهادتان والصلاة إلى الكعبة والإقرار بجملة الشريعة وإن كان الأفضل ترك مناكحة من ضم إلى ظاهر الاسلام ضلالا لا يخرجه عن الاسلام إلا أن الضرورة متى قادت إلى مناكحة الضال مع إظهاره كلمة الاسلام الت الكراهة من ذلك وساغ ما لم يكن يحتسب مع الاختيار، وأمير المؤمنين عليه السلام كان محتاجا إلى تأليف وحقن الدماء ورأى أنه إن منع عمر عما رغب فيه من مناكحة بنته أثمر ذلك الفساد في الدين والدنيا وأنه إن أجاب إليه أعقب ذلك صلاحا في الأمرين فأجابه إلى ملتمسه لما ذكرناه (والوجه الآخر) أن مناكحة الضال لجحد الإمامة وادعائها لمن لا يستحقها حرام إلا أن يخاف الإنسان على دينه ودمه فيجوز له ذلك كما يجوز له إظهار كلمة الكفر المضادة لكلمة الإيمان وكما يحل له الميتة والدم ولحم الخنزير عند الضرورات وإن كان ذلك محرما مع الاختيار، وأمير المؤمنين عليه السلام كان مضطرا إلى مناكحة الرجل لأنه يهدده ويتواعده فلم يأمنه أمير المؤمنين عليه السلام على نفسه وشيعته فأجابه إلى ذلك ضرورة كما قلنا إن الضرورة توجب إظهار كلمة الكفر حسب ما قدمناه، قال الله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وليس ذلك بأعجب من قوم لوط عليه السلام كما حكى الله تعالى عنه بقوله " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته وهم كفار ضلال قد أذن الله تعالى في هلاكهم هذا رأي الشيخ المفيد رحمه الله في المسألة ووافقه على ذلك الرأي جمهور كثير من أساطين العلماء المتفقهين منهم تلميذه السيد الشريف المرتضى علم الهدى رحمه الله في رسالته التي عملها في هذه المسألة (الكاتب)
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 1
2 (ذكر بدع الأول منهم) 4
3 أول ما ابتدعه التامر على الناس من غير أن أباح الله له ذلك ولا رسوله قتل خالد ابن الوليد مالك بن نويرة بأمره ووطأ امرأته من ليلته ظلمه فاطمة عليها السلام وأخذ فدك منها ومحاججة علي عليه السلام معه ومما ابتدعه كلامه بالصلاة بعد التشهد وقبل التسليم حين قال لا يفعلن خالد ما امرته به وهو قتل الإمام علي عليه السلام 15
4 ومن بدعة انه قطع لنفسه أجرة من بيت مال الصدقات 17
5 ومن بدعة انه لما أراد أن يجمع ما تهيأ من القرآن صرخ مناديه في المدينة من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به وانه لا يقبل منه شيئا إلا بشاهدي عدل 20
6 ومن بدعة تخلفه وصاحبه عن جيش أسامة بن زيد بعد قول النبي (ص) في مرضه جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة 20
7 ومن بدعة تعيينه عمر للخلافة لما حضرته الوفاة أمره بأن يدفع مع رسول الله (ص) في بيته 22
8 (في ذكر بدع الثاني منهم) من بدعة امره الناس يغسل الرجلين في الوضوء بدلا عن المسح 23
9 ومن بدعة أمره باسقاط حي على خير العمل من الأذان والإقامة وزيادة الصلاة خير من النوم مرتين بعد الأذان 25
10 ومن بدعة زيادة السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين بعد التشهد الأول من الصلاة 27
11 ومن بدعه زيادة قول آمين بعد الفراغ من سورة الحمد في الصلاة ومن بدعه أمره بصلاة المغرب قبل ظهور شئ من النجوم وكذا أمره بافطارهم في ذلك الوقت 28
12 ومن بدعه أمره بصلاة الوتر في أول الليل بعد العشاء وسنة الرسول (ص) إتيانها في آخر الليل 29
13 ومن بدعه في أخذ الزكاة التفضيل بين المهاجرين والأنصار وقريش والعرب والعجم والتفضيل بين أزواج النبي (ص) خلافا لما فرضه الله ورسوله (ص) 29
14 ومن بدعه في أخذ الجزية من أهل الذمة أن جعلهم ثلاث طبقات خلافا للنبي (ص) 33
15 ومن بدعه صرفه الخمس عن أهله ومنعهم منه 33
16 ومن بدعه أمره الناس بإتيان صلاة التروايح في شهر رمضان جماعة خلافا لأمر النبي (ص) بإتيانها فرادى 34
17 ومن بدعه رده مقام إبراهيم عليه السلام في الكعبة إلى ما كان عليه في زمان الجاهلية وقد كان رسول الله (ص) إزالة عما عليه زمن الجاهلية 36
18 ومن بدعه تحريمه المتعتين متعة الحج ومتعة النساء 36
19 ومن بدعه جعله حد الخمر ثمانين جلدة خلافا لما فرضه النبي (ص) من أنه أربعون بالنعال العربية وجرائد النخل 38
20 ومن بدعه قطع يد السارق من الزند والرجل من مفصل أسفل الساق مع الكعب خلافا لله ورسوله (ص) 39
21 ومن بدعه انه قال من طلق ثلاثا في مجلس أو يمين فقد لزمه حكم الطلاق خلافا لله ورسوله (ص) وسماه طلاق البدعة 40
22 ومن بدعه منعه من بيع أمهات الأولاد في حياة السيد وبعد وفاته وايجابه حريتهن بعد وفاة مالكهن 42
23 ومن بدعه اطلاق تزويج قريش في سائر العرب والعجم وتزويج العرب في سائر للعجم ومنع العرب من التزويج في قريش ومنع العجم من التزويج في العرب 44
24 ومن بدعه منعة لليهود والنصارى إذا أسلموا ميراث ذوي أرحامهم الذين لم يسلموا 45
25 ومن بدعه أمره الناس ان يتبعوا قول زيد بن ثابت في المواريث وقوله بالعول والتعصيب 46
26 (في ذكر بدع الثالث منهم) من بدعه استبداده بالأموال وإعطاؤها إلى أقاربه بني أمية 49
27 ومن بدعه منعه المراعي من الجبال والأودية وبيعها من المسلمين 50
28 ومن بدعة إيواؤه الحكم بن أبى العاص ومعه ابنه مروان بعد طرد النبي (ص) له ولعنه إياه 50
29 ومن بدعه خرقه للقرآن وضربه لعبد الله بن مسعود حتى مات 51
30 ومن بدعه ضربه عمار بن ياسر حتى غشى عليه 53
31 ومن بدعه نقيه أبا ذر الغفاري إلى الربذة حتى مات فيها 55
32 ومن بدعة نقله للخطبة من يوم النحر بمكة إلى يوم عرفة 57
33 ومن بدعة اسقاطه الفتل عن عبيد الله بن عمر لما قتل الهرمزان ظلما وعدوانا 58
34 ومن بدعة جعله صلاة الفجر بعد الاسفار والتنوير وظهور ضياء النهار 60
35 ومن بدعه أمره أهل مصر بقتل محمد بن أبي بكر رضوان الله عنه 60
36 قضية تزويج النبي (ص) ابنتيه زينب ورقية من عثمان والجواب عن ذلك 64
37 قضية تزويج عمر من أم كلثوم بن أمير المؤمنين عليه السلام والجواب عن ذلك 64