ببيت من قريش فداء صاحبهم المأسور في أيدي أصحاب رسول الله (ص) وبعثت زينب قلادتها في فداء زوجها أبي العاص. فلما نظر رسول الله (ص) إلى القلادة استعبر وقال هذه القلادة كانت عند خديجة جهزت بها زينب وكانت زنيب قد أسلمت وهي في بيت أبي العاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن رددت عليك القلادة وأطلقتك تبعث إلينا زينب فقال أبو العاص نعم، وكان لأبي العاص منها ابن يسمى ربيعا وبنت تسمى أمامة فأما الابن فإنه مات حين راهق المدينة، وأما البنت فبقيت حتى توفيت فاطمة عليها السلام وتزوجها أمير المؤمنين عليه السلام، فعاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبعث إليه زينب مع ولدها فأطلق عنه فلما وصل إلى مكة حملهم وأنفذهم إلى رسول الله (ص) ووفى له بذلك، وقد كان قيل لرسول الله (ص) كيف تثق بضمان كافر فقال إنه ليفي فلقد صاهرنا وحمدنا مصاهرته ولقد كنا محاصرين في شعب عبد المطلب فكان أبو العاص يجيئنا بالليل بالعير عليها الطعام حتى ينتهي إلى باب الشعب ثم يزجر البعير ويهتف به حتى يدخل الشعب ثم يتركه وينصرف فكنا نأخذ ذلك الحمل الذي على البعير فنفرقه على جماعة من بني هاشم فصارت زينب وولدها عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن أبا العاص خرج في عير لقريش فأخذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله تلك العير وأسروا أبا العاص فلما قربوا من المدينة احتال أبو العاص فبعث إلى زينب فأخبرها بأنه أسر فلما صلى رسول الله (ص) صلاة الفجر بأصحابه أخرجت زينب رأسها من الحجرة وقالت يا معاشر المسلمين إني قد أجرت أبي العاص فلا يعرض له ولا لما معه، فقال رسول الله (ص) سمعتم ما سمعنا، قالوا نعم وما أمرت به ولا شورت وقد أجرنا من أجارت ولا تجيروا بعده امرأة، فلما قدم أبو العاص على رسول الله (ص) خلى سبيله ولم يعرض لما كان معه من عير قريش، ثم قال رسول الله (ص)
(٦٦)